كتاب النَّفسُ الزكيَّةُ وكتابُ السِّيَر بقلم رضوان السيد.. يَعرضُ كِتابُ (محمَّد النَّفس الزكيَّة وكتابه في السِّيَر) للموقع التاريخيِّ والفقهيِّ للتأليف في الحرب والسِّلم، ويصل إلى عدَّة استنتاجاتٍ جديدةٍ بشأن طبيعة الدولة الإسلاميَّة بوصفها دولةَ جهادٍ وغزوٍ. وإلى ذلك، يقدّم الكتابُ رؤيةً جديدةً لجهة التعامل مع المعارضة السياسيَّة من جانب رجالات الدولة ومن جانب الفقهاء الأوائل. ويصلُ المؤلّف بقراءةٍ جديدةٍ في المصادر إلى استنتاجاتٍ بشأن التصنيف في الجهاد، والتصنيف في أحكام البُغاة أو المعارضينَ السياسيِّينَ، وإلى نتائجَ جديدةٍ أيضاً في المتغيِّرات التي طرأت على فلسفة الحكم وقواعد الشرعيَّة والتي أعلَنَها سقوطُ الدولة الأُمويَّة. وإلى ذلك كلِّه، ينشرُ صاحبُ الكتابِ نصوصاً قديمةً جداً في الجهاد والسِّيَر وفي التعامل مع المعارضة السياسيَّة.
إنه بحثٌ جديدٌ من كلِّ النواحي، حتّى من ناحيةِ التفكير في طرائق الكتابة والتأليف وموضوعاته في القرن الثاني الهجريّ؛ فقد اعتمدَ اعتمادًا كلِّيًّا على المخطوطات المبكِّرة في الفقه الزيديِّ، لأنَّها هي الأصلُ. فالكتابُ عبارةٌ عن مخطوطٍ مُكتَشَفٍ ومَجموعٍ ومَدروسٍ، فهو عملٌ علميٌّ نادرُ المثالِ. زِدْ على ذلك أنَّ العملَ على هذه الموضوعاتِ شاقٌّ جدًّا، ولو لم تُتَحْ للمؤلِّفِ فرصةُ الذهابِ إلى اليمن للتدريس في الجامعات هناكَ ولِقاءِ العُلَماءِ الأجلّاء، ما كُنّا لِنَحظى بِهذا العِلقِ النَّفيسِ الذي جُمِعَتْ مادَّتُهُ مِن بُطونِ مخطوطاتٍ نادرةٍ تَقبَعُ في مكتباتٍ أهليَّةٍ وشخصيَّةٍ لا يَطَّلِعُ عليها إلّا مَن خالَطَ أَصحابَها ونالَ ثِقَتَهُم. فكانَ هذا الكتابُ الذي لا نَشُكُّ في تحقيقِهِ كُشوفًا في قضايا ومسائلَ على درجةٍ كبيرةٍ من الأهمِّيَّةِ والحَسّاسيَّةِ في دراسات الفِكرِ السِّياسيِّ الإسلاميِّ وتاريخِهِ المبكِّرِ