كتاب الوقاية من الانتحار رصد لعوامل الخطورة وعوامل الوقاية 50 حالة إكلينيكية بقلم أحمد لاعبي ... لا أحد ينكر أن الانتحار لا حدود جغرافية له. جميع دول العالم تقف عاجزة عن إيجاد حلول لهذه الآفة، التي تحصد كل يوم عشرات الأرواح. فهل يستطيع هذا الكتاب تقديم حل لمشكل بهذا الحجم؟ نعم، وبكل ثقة. يبدأ الحل أولا من خلال رصد لعوامل الخطورة، وعوامل الوقاية. ثم فهم العلاقة التفاعلية بين هذه العوامل جميعها. ثم يُنظر في وجود الأفكار الانتحارية، ثم ينظر في وجود السبب الباعث. فإن وجد، وتحقق "مقدم الرعاية الصحية" من وجوده وقوَّمه، يستدعي حينئذ العلاج النفسي، أو العلاج الدوائي، أو هما معا. حسب تشخيص كل حالة. لتوضيح هذا المسار، درست التاريخ المرضي لخمسين رجل وامرأة، وجلست إليهم في مقابلات شخصية. لم يخل الأمر من مفاجآت كثيرة، منها على سبيل المثال: أن أغلب الذين تحدثت إليهم، تعرضوا للاغتصاب الجنسي؛ أو يعانون من اليأس والحزن؛ أو تعرضوا للعنف الأسري؛ أو التنمر المدرسي. إلى جانب ذلك، يظهر هذا الكتاب حقيقة مرة! وهي أن الاستفادة من العلاج النفسي، لا يعني بالضرورة أن الإنسان قد أصبح آمنا من الأفكار الانتحارية. بل على العكس من ذلك، هناك من هؤلاء الخمسين، من وضع حدا لحياته بعد استكمال البرنامج العلاجي...
