وهذا البحث يحاول التساؤل عن أسس تعدد المعنى في اللغة، ونعني بأسس التعدد أسبابه، ولا يمكن لبحث ينشد الوقوف على أسس تعدد المعنى أن لا يحدد مابه يقل إمكان تعدد معانيه ولا يمكننا أن نقتصر على ما يجمع بين أفهام الناس حول المعنى ولانعتبر أننا نشق الشعرة شقاً إذا ما وقفنا على ما نعنيه بالمعنى اللغوي. ذلك أنه ما من شئ عسر تعريفه على اللسانيين وعلى الفلاسفة مثل المعنى فالغالب أن يقال إن المعنى هو ما يرتسم في ذهن المتكلم أو السامع من صور وأفكار يحيل عليها القول ويبدو لنا أن مفهوم المعنى لايمكن أن يتضح إلا بتحديد موقعه من العلامة اللغوية.
وقد جرى تقسيم خطة البحث إلى التالي: (القسم الأول: أسس تعدد المعنى الماصدقي في اللغة من خلال تفاسير القرآن، الباب الأول: أسس تعدد المعنى الماصدقي الوارد على الوضع، الفصل الأول: أسس تعدد معنى القول انطلاقاً من تعدد معنى الكلمة والمركب "المنظور المعجمي"، الفصل الثاني: أسس تعدد معنى الكلام انطلاقاً من تعدد المعاني النحوية "المستوى النحوي"، الفصل الثالث: أسس تعدد معنى القول الضمني الوضعي "مسألة الإقتضاء"، الباب الثاني: أسس تعدد المعنى الماصدقي الوارد على المجاز، الفصل الأول: الاختلاف في تعيين بعض المعاني الواردة هي على المجاز أم على الحقيقة، الفصل الثاني: الاختلاف في تعيين المعاني الماصدقية المجازية، القسم الثاني: أسس تعدد المعنى التأويلي في اللغة من خلال تفاسير القرآن، الباب الأول: من دوال المعاني التأويلية، الفصل الأول: دوال اللفظ التأويلية، الفصل الثاني: دوال المعنى الماصدقي التأويلية، الباب الثاني: من المعاني التأويلية وأسس تعددها، الفصل الأول: من أسس تعدد المعاني التأويلية وفق أصنافها، الفصل الثاني: من أسس تعدد المعاني التأويلية في ذاتها أي بقطع النظر عن أصنافها).
كتاب تعدّد المعنى في القرآن تأليف ألفة يوسف
يحتل المعنى مكانة أساسية في كثير من المباحث المهتمة باللغة، وذلك مهما تكن الأطر النظرية التي يندرج ضمنها هذا الإهتمام من فلسفة لغة ولسانيات ومنطق وعلوم عرفانية، وقد يكون مرد هذا الاهتمام أن معنى الأقوال اللغوية هو أس تخاطب البشر، فكل قول يفيد معنى على أن حدود ذلك المعنى قد تكون موضوع اختلاف، فالقول الواحد قد يسند إليه أكثر من معنى مما ولد إمكان الحديث عن الإشتراك وعن سوء الفهم وتعدد المعاني والتأويل.