كتاب تنظيم الإسلام للمجتمع بقلم محمد أبو زهرة..
إن الدراسة الاجتماعية قد اتسعت آفاقها في معاهدنا العلمية، وقامت لها معاهد خاصة تعني بدراستها، والتعمق في تعرف الأسباب والنتائج التي تسير عليها المجتمعات الحاضرة، وكانت تلك الدراسات المتخصصة مجاوبة لروح العصر الذي تعدت فيه المشاكل الاجتماعية ، وتعدت وسائل ملافاتها، وتنوعت الآفات الاجتماعية، وتنوعت معها طرق علاجها ، وإن كل مشاكل الأمم الآن- للأحوال الاجتماعية دخل فيها، حتى أن النزاع السياسي هو مظهر للتباين الاجتماعي.
وفي هذه الخلاصة المجملة غير المفصلة بينَّا الدعائم التي قررها الإسلام للمجتمع الفاضل، والدعائم التي يقوم عليها بناء الأسرة والروابط التي تربط بين آحادها، وخصوصا الزوجين، وبينَّا ما حاط به الإسلام الأطفال من رعاية، وخصوصا الذين فقدوا آباءهم، ثم بينَّا تعاون الأسرة فيما بينها، فأشرنا إلي نظام الميراث وإلي نظام نفقات الأقارب الذي هو جزء من التكافل الاجتماعي. وبينَّا نظام الزكاة، وكيف يطبق في عصرنا الحاضر.
وفي كل ما بينَّا توخينا الإيجاز الواضح، وإنا نضرع إلي الله تعالي أن يوفقنا وأن يهدينا إلي الكلم الطيب، إنه سميع الدعاء.
