كتاب جماعة التوحيد والجهاد في سيناء بقلم أحمد مولانا..مع تزايد حمالت القمع الذي مارسه نظام السيسي في مصر ضد مناهضي االنقالب العسكري، برزت في المشهد
العديد من التنظيمات والجماعات المسلحة التي دخلت في صراع عنيف مع النظام اإلنقالبي.
تسعى هذه السلسلة إلى رصد هذه التنظيمات وتحليل تجربتها في إطار من التناول الموضوعي نتعرف من
خالله على جذورها التاريخية، وأبرز أطروحاتها الفكرية، ورؤيتها للتغيير، وأهدافها االستراتيجية، وبنيتها
التنظيمية، وأبرزعملياتها، وخطابها اإلعالمي، فضال عن أبرز الضربات األمنية التي وُجهت لها، مع تقييم
لتجربتها واستشراف لمستقبلها في حالة عدم نجاح األجهزة األمنية في تفكيكها، وذلك من خالل تحليل
المعلومات المتاحة عن هذه التنظيمات والتي تتوافر في بياناتها وإصداراتها ، فضال عن ملفات القضايا
الخاصة بها واعترافات العناصر المقبوض عليها.
ولما كانت جماعة "أنصار بيت المقدس" من أبرز الجماعات التي ظهرت في المشهد عقب اندالع ثورة يناير، ثم
ذاع صيتها عقب االنقالب العسكري عام ٣١٠٢ ،واستمر تواجدها في الساحة إلى نوفمبر 0241 حيث بايعت
تنظيم "الدولة اإلسالمية" وتحول اسمها إلى "والية سيناء"، بينما رفض بعض عناصرها تلك المبايعة، وأسست
مجموعة منهم جماعة "المرابطين" عام 0242 ،فإنه من المهم قبل دراسة تجربة جماعة "أنصار بيت المقدس"
تناول تجربة جماعة " التوحيد والجهاد" إذ انها تمثل الجماعة األم التي خرجت من رحمها جماعة "األنصار".
لذا في هذه الورقة البحثية نتناول بالدراسة جماعة "التوحيد والجهاد في أرض الكنانة" التي دشنت باكورة
التواجد والعمل الجهادي في سيناء ونفذت مجموعة من العمليات الدامية ضد السياح األجانب خالل الفترة
الممتدة من عام 0221 إلى 0222 ،وخاض عناصرها مواجهات عنيفة مع أجهزة األمن أثناء سعي األخيرة لتفكيك
خاليا الجماعة وتصفية واعتقال عناصرها.