كتاب جيرمين وإخوانها بقلم حازم صاغية ..'لم يكن من السهل التعرّف إلى عمر جيرمين. كان أمرها يشبه اﻷحجية: هل تعرف عمرها، كان يسألنا يوسف، ابن شقيقتها، واثقاً من أنّنا لن نعرف.فجيرمين التي صدمتها سيّارة وهي طفلة، نمت نموّاً متفاوتاً كما ينمو العشب البرّيّ. جسمها ظلّ صغيراً ورفيعاً كجسم تلميذة ابتدائيّة تشارك في مباريات مدرسيّة للركض، إذ رجلاها أطول ممّا يحتمله ذاك الجسد الضئيل. وبين أفراد البيت اﻵخرين، وكلّهم ذوو قامات ضخمة، بدت جيرمين أشبه بالللعبة التي تتحرّك وسط ظلالهم. أمّا عقلها فتوقّف عند ما كانه في لحظة سابقة، أو ربّما رجع إلى زمن يسبقه. لكنّ جيرمين التي كانت يومذاك في الخمسين، امتلكت حكمة تقودها، في غالب اﻷحيان، إلى الحكم
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.