كتاب جيندار السر الأحمر

كتاب جيندار السر الأحمر

تأليف : عبد الرزاق الجبران

النوعية : الحب والعلاقات

حفظ تقييم
"في إحدى لياليها السبع قالت رامة لجيندار؛ سبع ليالٍ من القهر تكفيه بدرا لا عشرة.. يا جيندار جيم الجمال هي جيم الوجود. الحرف يمشي في الحرف. يا جيندار، اسمك في سبعة أحرف لا ستة. فبين الجيم والراء مسافة حرف تائه. هل تعرفه؟ دعك من العدد وقِس المدد. يا جيندار.. لن تقول لفتاة منبهراً؛ الله ، كم من الكحل في عيونك! قل لها؛ الله، كم من العيون في كحلك!. هذه كانت كلمة الكحّال حين رأى جلنار أول مرة بكحلها لتصب من سرّ عيونها كل سرّ قلبه. يا جيندار، حين ظهر في سوق ورّاقي البصرة كتاب رسائل اخوان الصفا على حين غرة من المجهول

، بعد أن انتبه لها ورّاق فقير في دكانه دون معرفة من وضعها فيه، طُورِدَ الكثيرون من قبل الوالي بعد أن نسخها ذاك الوراق وباعها لأجل لقمته لا لأجل أمته.. لم يكن يصيح من على باب دكانه من يشتري الكتب.. كان يصيح متهكّماً؛ من يشتري الزور. سُجِنَ الكحال حينها وكان لم يحمل لقبه هذا بعد، متهماً إياه والي البصرة أنه من تلك الجماعة السرية الجديدة. جماعة قد تقلب كل شيء، ولكن المسلمين لا يقلبهم شيء. لا فيلسوف ولا حروف. كان بين الوالي والكحال ثأر قديم، لأنه لم يقبل يوماً أن يكتب له تاريخاً يمجّد فيه سيف أجداده، ففرح أن يجده اليوم متّهماً بكتابة إحدى رسائل أخوان الصفا التي لا يعرف ليوم الناس هذا من الذين كتبوها، تماماً كما لا يعرفون من كتب ألف ليلة وليلة.. أليس غريباً؟! ما بال العرب، لا يعرفون حتى لياليهم؟!

"في إحدى لياليها السبع قالت رامة لجيندار؛ سبع ليالٍ من القهر تكفيه بدرا لا عشرة.. يا جيندار جيم الجمال هي جيم الوجود. الحرف يمشي في الحرف. يا جيندار، اسمك في سبعة أحرف لا ستة. فبين الجيم والراء مسافة حرف تائه. هل تعرفه؟ دعك من العدد وقِس المدد. يا جيندار.. لن تقول لفتاة منبهراً؛ الله ، كم من الكحل في عيونك! قل لها؛ الله، كم من العيون في كحلك!. هذه كانت كلمة الكحّال حين رأى جلنار أول مرة بكحلها لتصب من سرّ عيونها كل سرّ قلبه. يا جيندار، حين ظهر في سوق ورّاقي البصرة كتاب رسائل اخوان الصفا على حين غرة من المجهول

، بعد أن انتبه لها ورّاق فقير في دكانه دون معرفة من وضعها فيه، طُورِدَ الكثيرون من قبل الوالي بعد أن نسخها ذاك الوراق وباعها لأجل لقمته لا لأجل أمته.. لم يكن يصيح من على باب دكانه من يشتري الكتب.. كان يصيح متهكّماً؛ من يشتري الزور. سُجِنَ الكحال حينها وكان لم يحمل لقبه هذا بعد، متهماً إياه والي البصرة أنه من تلك الجماعة السرية الجديدة. جماعة قد تقلب كل شيء، ولكن المسلمين لا يقلبهم شيء. لا فيلسوف ولا حروف. كان بين الوالي والكحال ثأر قديم، لأنه لم يقبل يوماً أن يكتب له تاريخاً يمجّد فيه سيف أجداده، ففرح أن يجده اليوم متّهماً بكتابة إحدى رسائل أخوان الصفا التي لا يعرف ليوم الناس هذا من الذين كتبوها، تماماً كما لا يعرفون من كتب ألف ليلة وليلة.. أليس غريباً؟! ما بال العرب، لا يعرفون حتى لياليهم؟!

مفكر ديني عراقي، بدأت خطاه التنويرية مع تأسيسه مجلة الوعي المعاصر ومجلة إنسان في مهجره دمشق.. ثم ظهرت معه خطى تمردية مفاجئة بعد ظهور كتابه الأهم جمهورية النبي/عودة وجودية، وتمرده التام على الكهنوت الديني والنسق التنويري البارد، باتجاه مغاير تماما لكل وجهات الإصلاح الديني باعتماده الحل الوجودي للدين في منهجه المعرفي..وقيامه على الانقلاب لا التجديد. بقناعة أن التزوير لاح كل التراث بيد الكاهن. تغير معه الفقه إلى أحكام مغايرة تماما لما هو مألوف. أثارت كتبه كثيرا من الجدل والاختلاف.. تكاد تكون مهمة تكسير هاجس الخوف لدى القراء هي المهمة الأصعب التي استطاع الجبران تحقيقها سيما في الكتاب الأول من سلسلة جمهورية النبي ليتحرروا بعدها من حيرة التناقض الذي كانوا يحسون به مع الكهنوت سيما أنه لم يكتف بتسليط الضوء على حجم الزور الذي لحق النسخة الأصلية للدين و إنما مكّن قراءه من منهج جديد للاستقراء أعاد إليهم الثقة و هم يواجهون اليقين الجمعي لمجتمعاتهم إذ أنهم وجدوا أن منهجه الذكي ( وصال المعنى ) يجمع بين سهولة الطرح و قوة الحجة ( اعطيني معنى جميلا أقبل حكمك ) في مقابل الاستدلال النصي الذي يعاني أساسا من التعارض إن في نقله أو فهمه ،،، الحقيقة أن الجبران منح قراءه علاجا بالصدمات شعروا معه بالتحرر و إعادة الثقة ثم علّمهم أصول الاستقراء و الاستدلال ببساطة شديدة و قوة كبيرة ..أسَّس لوجودية دينية تؤصل عن التراث الإسلامي والبشري العام قبل ان تؤصل عن كيركجارد الذي مثل له نقطة يقظته الأولى. النزعة الانسانوية هي النزعة الأولى معه في كل معيار أيديولوجي.. وأس وصال المعنى فيه وأس فلسفة الجمال.
مفكر ديني عراقي، بدأت خطاه التنويرية مع تأسيسه مجلة الوعي المعاصر ومجلة إنسان في مهجره دمشق.. ثم ظهرت معه خطى تمردية مفاجئة بعد ظهور كتابه الأهم جمهورية النبي/عودة وجودية، وتمرده التام على الكهنوت الديني والنسق التنويري البارد، باتجاه مغاير تماما لكل وجهات الإصلاح الديني باعتماده الحل الوجودي للدين في منهجه المعرفي..وقيامه على الانقلاب لا التجديد. بقناعة أن التزوير لاح كل التراث بيد الكاهن. تغير معه الفقه إلى أحكام مغايرة تماما لما هو مألوف. أثارت كتبه كثيرا من الجدل والاختلاف.. تكاد تكون مهمة تكسير هاجس الخوف لدى القراء هي المهمة الأصعب التي استطاع الجبران تحقيقها سيما في الكتاب الأول من سلسلة جمهورية النبي ليتحرروا بعدها من حيرة التناقض الذي كانوا يحسون به مع الكهنوت سيما أنه لم يكتف بتسليط الضوء على حجم الزور الذي لحق النسخة الأصلية للدين و إنما مكّن قراءه من منهج جديد للاستقراء أعاد إليهم الثقة و هم يواجهون اليقين الجمعي لمجتمعاتهم إذ أنهم وجدوا أن منهجه الذكي ( وصال المعنى ) يجمع بين سهولة الطرح و قوة الحجة ( اعطيني معنى جميلا أقبل حكمك ) في مقابل الاستدلال النصي الذي يعاني أساسا من التعارض إن في نقله أو فهمه ،،، الحقيقة أن الجبران منح قراءه علاجا بالصدمات شعروا معه بالتحرر و إعادة الثقة ثم علّمهم أصول الاستقراء و الاستدلال ببساطة شديدة و قوة كبيرة ..أسَّس لوجودية دينية تؤصل عن التراث الإسلامي والبشري العام قبل ان تؤصل عن كيركجارد الذي مثل له نقطة يقظته الأولى. النزعة الانسانوية هي النزعة الأولى معه في كل معيار أيديولوجي.. وأس وصال المعنى فيه وأس فلسفة الجمال.