ثار عليه أحدُ الشيوخ من الحضور وأكَّد أنَّ أنغوجي مسيحيٌّ على الرغم من ادعائه, وأن أسمه "جميس" يدل على ذلك. لفتت تلك الملاحظة نظرَ الكاتب وبدأ يتساءل: لماذا يستعير الأفارقةُ أسماءَهم وأسماءَ مدنهم وبلدانهم من الأوربيين؟
في ذلك الحين أعلنَ تغييرَ اسمه الأوربي والعودة إلى الاسم الأفريقي نغوغو واثيونغو. ولم يكن التغيير في الواقع شكلياً. لقد نبع من فكرِ نغوغو ومن مبادئه التي تدعو إلى إحياء التراث الإفريقي وبعث القيم الإفريقية في مواجهة القيم الأوربية الغربية التي عملت مدة طويلة على تخريب التكوين النفسي للإنسان الإفريقي واقتلاع جذوره من أرضه.
في عمله الروائي خلق نغوغي من قرية (ثاباي) عالماً مصغراً لعموم كينيا مصوراً لها على أنها مستعمرة اجتماعية دارت في خضمها التفاعلات السياسية وتشابكت مشاعر الناس وانتهت بحمل بعضهم فكرة أن الاستقلال لا يأتي نيله إلا بالنضال، فيما آثر البعض الحياد والعيش بمنأى عن خطورة الأحداث. والبعض الآخر وجد في القادم المستعمر ملاذاً وقوة يجني من خلال التعاون معها ما يبغي تحقيقه بأيسر سبيل وأسرع وقت.
الرواية باختصار تحكي قصة معركة كينيا وإفريقيا ضد الهيمنة الغربية، ورغم أن معظم الشخصيات خيالية، فلم يجد الكاتب مندوحة من ذكر أسماء أفارقة مشهورين أمثال: الزعيم الثوري المشهور جومو كينياثا وإياكي. كما يسرد الكاتب قصة الفلاحين الكينيين الذين حاربوا البريطانيين ثم اكتشفوا أن كل ما حاربوا من أجله قد نحي جانبا.
هذه فرصة للاطلاع على أدب عالمي مجهول لدى القراء العرب، رغم توافق المشكلات وقرب المكان واتحاد المصير بين الأفارقة والعرب.
كتاب حبة قمح - نغوغي وا ثيونغو
كتاب حبة قمح بقلم نغوغي وا ثيونغو..
كان اسمه جيمس أنغوجي. حضر مؤتمراً كنسياً لدول شرقي أفريقيا عُقد في نيروبي في مارس 1970 قال فيه : أنا لستُ رجلَ كنيسة؛ بل إنني لست مسيحياً.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.