كتاب حتى يبقى الحب

تأليف : محمد محمد بدري

النوعية : الحب والعلاقات

كتاب حتى يبقى الحب: لمسات في فن التعامل بين الزوجين بقلم محمد محمد بدري..يرتبط كثير من الأزواج والزوجات بالحب ويظنون أن هذا الحب يمكن أن يبقى إلى الأبد، ويعتقدون أنهم مستثنون من المشاكل التي واجهها أباؤنا وأمهاتنا ومن ثم يعيشون مطمئنين إلى بقاءه، بل يعتقدون أنه ولد ليبقى وأنه سيكون سبب سعادتهم إلى الأبد ولا يوجد لديهم أدنى احتمال بأن الحب بينهم قد يموت. وبعد ذلك يتفاجئون بأن سحر الحب يتقهقر لتكون الغلبة للحياة اليومية ، فتتسلل إلى حياتهم المشكلات ، ويتعطل بينهم التواصل ويبدأ كل طرف في الشعور بعدم الثقة في الآخر وهو ما ينتج الجفاء ومن ثم يضيع سحر الحب وتبقى البيوت قائمة على تحمل أخف الضررين تحمل الحياة في غياب الحب ، أو شبح الطلاق والانفصال.


يقول مؤلف الكتاب إن هناك حلقة مفقودة في الحياة الزوجية هي أن من يدخل هذه الحياة لا يعرف كيف يتعامل مع شريك حياته ومن ثم تصبح الحياة سلسلة من التجارب التي قليلا ما تصيب والأكثر أن تخطئ .

وحاول المؤلف سد هذه الثغرة من خلال هذه الكتاب الذي يتحدث عن فن التعامل مع شريك الحياة.

ويقدم الكتاب معالم لحياة طيبة بين الزوجين من خلال :

1- رؤية نفسية تقوم على علم النفس وعلم الاجتماع في رصد واقع البيوت والعلاقات الزوجية.

2- قاعدة شرعية تقوم على النصوص التي جاءت في الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، والتي حددت الصورة الأفضل لعلاقة المودة والرحمة بين الزوجين.

3- ونصيحة إسلامية تقوم على تصحيح وجهات نظر الزوجين وتعريفهم بالمنهج الصحيح في الحياة الزوجية من خلال "علم" و"فن" وأفكار قابلة للتطبيق في الواقع العملي.

ويضع الكتاب هذه الرؤية من خلال خمسة أبواب ؛ في الباب الأول (في أعماق الإنسان) يحاول مساعدة كل من الزوج والزوجة في التعرف على شريك حياته من خلال إدراك أن هناك اختلاف رائع بين الزوج والزوجة يمكن استثماره في إثراء الحياة الزوجية ، من خلال الفهم والتفاهم .

أما الباب الثاني فيتناول أركان فن امتلاك القلوب ومنها التواصل والألفة ومساعدة شريك الحياة على الشعور بذاته ومشاركته في مواجهة المشكلات وتفهم مشاعره ورغباته والصبر على غيرته والثقة والقبول والتقدير والإعجاب والتشجيع.

وفي الباب الثالث يتحدث الكاتب عن إحياء الانسجام الزوجي عن طريق الإقرار بأن الحب ماء الحياة والسعي لإحياء الدفء العاطفي بين الزوجين، وهنا يقسم الكاتب مراحل الحب إلى فصول كالمناخ فهناك :

ربيع الحب: وهو وقت البراءة حيث يبدو أن الحب أبديا ويبدو الحبيب كاملا ويبدو كل شئ في الحياة ناجحا .

صيف الحب: وهنا يدرك الحبيب أن حبيبه ليس كاملا للدرجة التي ظن انه عليها وأنه إنسان يخطئ ولديه نقص في بعض النواحي، وهنا يرتبك بعض الأزواج فلا يبذلون الجهد من اجل علاقة الحب وفي نفس الوقت يريدون أن يبقى للحب ربيعه!.

وهنا ينبه الكاتب هؤلاء إلى انه لابد من العمل الجاد تحت شمس صيفه الحارة .

خريف الحب: فحين يتم رعاية حديقة الحب في صيف الحب يتم حصد نتيجة هذه الرعاية في خريف الحب حيث يعيش الزوجان حبا أكثر نضجا ويفهم ويقبل كل منهما نقائص شريكه ونقائصه وعندها يمكن أن يسترخي ويستمتع بالحب الذي صنعه.

شتاء الحب: وهنا يتغير طقس الحب مرة أخرى ويأتي شتاء الحب البارد ، حين تنكفئ طبيعة الحب داخل ذاتها وعندها يكون وقت الراحة وينظر كل طرف في نفسه بحثا عن الحب والانجاز ، ثم يتم العبور من شتاء الحب إلى ربيعه مرة أخرى.

ولتنمية المودة والرحمة بين الزوجين وكسر روتين الملل ينصح الكاتب الزوجين بعدة أساليب منها: تبادل الهدايا وتبادل نظرات الحب والإعجاب ، والحرص على مداعبة شريك الحياة والاستعانة بنزهة قصيرة أو جلسة هادئة.

ثم يعرج الكاتب إلى حميمية اللقاء الزوجي روحا وجسدا ودورها في تعميق روابط الحب بين الزوجين ناصحا الزوجين بالعمل على كسر الملل الذي قد يتسرب إلى العلاقة الجنسية عن طريق التغيير في الملبس والهيئة وتغيير المكان والزمان الذي تتم فيه العلاقة الزوجية والتغيير في كيفية الأداء الجنسي نفسه .

وفي الباب الرابع (تحديات لا مشكلات) يتحدث المؤلف عن وجود ما وصفه بـ"الستار الحريري" الذي يمنع تواصل الزوجين مثل التضارب والخلافات والعناد والاغتراب بالصمت والجدال والشجار والانتقاد القاسي او الاهمال القاتل ثم اشتعال الحرب بسموم النكد .

ولتقويض هذا الستار ينصح الكاتب الطرفين بفهم حقيقي لشريكه والاستجابة بالحب وليس الغضب لتقلبات الطرف الآخر ، وتعلم فن التهوين وأخذ الحياة ببساطة والصفح الكامل واجتناب السبع الموبقات في الحب وهي : التسلط، التردد، النقد المستمر، الغيرة الشديدة، الشكوى الكثيرة، العمل بشكل مَرضي ، جرح المشاعر.
ويدعو المؤلف الزوجين إلى تعلم فن احتواء الأزمات ومعرفة أن الخطأ من صفة البشر وأن المشكلات الزوجية هي الفرصة العملية لمعرفة ما يغضب شريكه ويزعجه ومن ثم اجتنابه فيما بعد، وأن هناك مشكلات كانت موجودة في فن النبوة استطاع المصطفى صلى الله عليه وسلم احتواءها.

ولحل المشكلات التي تحدث بين الزوجين ينصح المؤلف بالحرص أولا على الاحترام المتبادل والتركيز في الموضوع الحقيقي للمشكلة والبحث عن مجالات الاتفاق واتخاذ القرارات باشتراك الزوجين معا.

ويختتم المؤلف كتابه بالفصل الخامس (حتى لا يجف النهر) بالتحدث عن طريق الحياة الطيبة بين الزوجين حيث لابد لكل طرف من رحلة تغيير إيجاب يقطعها داخل نفسه لتغيير ما بهذه الأنفس من عقبات تحول دون الوصول إلى السعادة الزوجية مستعينين في ذلك بالمعرفة والعمل والصبر ومن ثم تتحول الحياة إلى مشاركة زوجية القائمة على التكامل والشورى والمشاركة الوجدانية والتعاون على طاعة الله وكذلك مشاركة المسئولية .

ويضع الكاتب أبجدية خاصة للأزواج هي : (الألف: إنصات وأمن واحترام ـ والباء: برـ والتاء تضحية وتقدير وتسامح ـ والثاء: ثقة ـ والجيم : جماع ـ والحاء: حب ـ والخاء: خدمة ـ والدال : دلال ـ والذال : ذرية ـ والراء: رحمة ـ والزاي: زينة ـ والسين: سعادة وستر وسكينة ـ والشين: شورى وشكر ـ والصاد: صبر وصدقة وصراحة ـ والضاد : ضحك ـ والطاء : طلاق مبغوض رغم أنه حلال ـ والظاء: ظلم يجب اجتنابه ـ والعين: عطاء وعدل ـ والغين : غضب وغيرة ـ والفاء فهم ـ والقاف: قوامة ـ والكاف: كذب يجب البعد عنه ـ واللام : لطف ـ والميم: مشاركة ومودة ـ والنون: نقد ـ والهاء: هدوء ـ والواو: وقت ـ والياء : يسر).

ويتوجه المؤلف في النهاية بالقول لكل طرف من الزوجين قائلا :

في ظلال المودة والرحمة حتى يبقى الحب ـ اصدق الله يصدقك، وحدد هدف حياتك واجعل شريك حياتك أولا، وتواصل معه ولا تضع الملح على الجرح ، فشريك حياتك إنسان والطيبون للطيبات فهل نبدأ من جديد؟. 

شارك الكتاب مع اصدقائك