
لكنه في المجتمعات الشرقية تتلاشى المسافات وتغيب الحدود ، وهكذا فإن أي اختلاف في الرأي يجري تصويره خروجا على الوطن ، إن أي اجتهاد إنساني يمكن تحويله عصيانا ضد الدولة . وللإنصاف فإن ذلك من بقايا موروث قديم صنعه فهم مغلوط للجانب السياسي في التاريخ الإسلامي ؛ حيث وقع الالتباس في تأصيل نظام الخلافة ، ومن ذلك السبب نسبت نظم يعلم الله جورها ظلما إلى خلافة رسول الله ، وأعقب ذلك إفراط في تسخير الدين لخدمة الدنيا كما وقع بالتجاوز في استعمال آيات من القرآن الكريم ذاته مثل ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) مع الضغط على الكلمات الثلاثة الأخيرة . وبصرف النظر عن الموروث فالذي حدث – ويحدث حتى الآن – على عتبة القرن الواحد والعشرين ، أن السياسة العربية المعاصرة تقع كثيرا في محظور اختزال الوطن في رجل ، واختزال الدولة في قرار يأمر به . ننسى أحيانا أن " الرجل " يمكن أن يكون في لحظة من اللحظات صورة إنسانية لوطن ، لكن الوطن لا يستطيع أن يتحول إلى صورة شخصية لرجل
لكنه في المجتمعات الشرقية تتلاشى المسافات وتغيب الحدود ، وهكذا فإن أي اختلاف في الرأي يجري تصويره خروجا على الوطن ، إن أي اجتهاد إنساني يمكن تحويله عصيانا ضد الدولة . وللإنصاف فإن ذلك من بقايا موروث قديم صنعه فهم مغلوط للجانب السياسي في التاريخ الإسلامي ؛ حيث وقع الالتباس في تأصيل نظام الخلافة ، ومن ذلك السبب نسبت نظم يعلم الله جورها ظلما إلى خلافة رسول الله ، وأعقب ذلك إفراط في تسخير الدين لخدمة الدنيا كما وقع بالتجاوز في استعمال آيات من القرآن الكريم ذاته مثل ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) مع الضغط على الكلمات الثلاثة الأخيرة . وبصرف النظر عن الموروث فالذي حدث – ويحدث حتى الآن – على عتبة القرن الواحد والعشرين ، أن السياسة العربية المعاصرة تقع كثيرا في محظور اختزال الوطن في رجل ، واختزال الدولة في قرار يأمر به . ننسى أحيانا أن " الرجل " يمكن أن يكون في لحظة من اللحظات صورة إنسانية لوطن ، لكن الوطن لا يستطيع أن يتحول إلى صورة شخصية لرجل