كتاب حركة اللغة الشعرية بقلم سعيد السريحي ....استهدفت هذه الدراسة إعادة قراءة شعر المحدثين وفق منهج يؤمن بأصالة اللغة الشعرية عندهم على اعتبار أنها حركة للغة تترامى فيها الكلمات إلى آفاق جديدة فتستعلي عن أن تخضع للمعيارية التي حاولت حصر هذه الآفاق في جملة من القواعد والقوانين. كما تنطلق هذه الدراسة من الإيمان باستقلالية الظاهرة
الشعرية دون إحالتها إلى مجرد صدى أو انعكاس لعصر من العصور أو بيئة من البيئات بحيث يفضي هذا الإيمان باستقلالية الظاهرة الشعرية إلى البراءة من الربط الساذج بين لغة الشعراء المحدثين ومظاهر الترف والبذخ في العصر العباسي.ولذلك يكون اعتداد هذه الدراسة بشعر المحدثين اعتداداً بالتجربة اللغوية الكامنة فيه. وفق هذا التصور انقسمت الدراسة إلى بابين؛ الأول منهما: مضايق اللغة الجديدة، والثاني: معالم اللغة الشعرية. وقد حاول المؤلف في الباب الأول أن يتناول أزمة شعر المحدثين، من خلال موقف النقد القديم تجاه تجربتهم الشعرية وكذلك من خلال العلاقة المتشابكة المعقدة التي تربط بين تجربتهم والشعر العربي القديم، من هنا انقسم هذا الباب إلى فصول أربعة على النحو التالي: الفصل الأول: موفق النقد من شعر المحدثين، وقد تناول فيه أزمة الشعراء المحدثين حينما أحسّوا بالتحدّي الذي يفرضه عليهم الإرث العربي العظيم من الشعر القديم وما يفرضه عليهم من ضرورة الاستفادة منه من ناحية التميّز عنه من ناحية أخرى، وقد أفضت هذه الأزمة إلى أحد موقفين، الأول منهما هو الثورة على رموز القصيدة القديمة وهذا هو موضوع الفصل الثالث أو تكثيف اللغة الشعرية وتصفية الروح الشعرية الكامنة والبلوغ بها غاياتها وكان هذا هو موضوع الفصل الرابع.أما الباب الثاني: معالم اللغة الشعرية فقد اشتمل على الفصول التالية: الأول: الغموض في شعر المحدثين، الثاني: تجاذب الأكوان الشعرية، الثالث: تداخل الأكوان الشعرية، الرابع: بلوغ الغاية، الخامس: جدل الأشباه والنظائر.