كتاب حلم ـ قصص قصيرة جدا بقلم حسين جداونه....الكتاب: حلم ـ قصص قصيرة جدا: مجموعة قصصية تضم مئة نص، تنتمي إلى السرد الوجيز: جنس القصة القصيرة جدا، وفق رؤية الكاتب النقدية والإبداعية. تفاعلت النصوص مع إيقاع الحياة المتسارع، وصورت الواقع الفكري والثقافي والاجتماعي والسياسي والمادي الذي يعيشه إنسان هذا العصر، وصورت قضاياه الذاتية والعاطفية النابعة من نبض الحياة اليومية وقلقها وتوترها. فالواقع مأزوم، ومثقل بالهموم، وهي تسعى إلى القبض عليه، وتغييره نحو الأفضل من خلال كشفه وتعريته وعدم التستر على عيوبه، راصدة مجموعة من التحولات الأساسية التي يعبر من خلالها الشخوص إلى الضفة الأخرى، فبعضهم ينكص وبعضهم يغرق وبعضهم يجتاز منهكًا. ثمّة عراك مع النفس ومع الآخر يحول دائمّا بين الذات وتحقيق حلمها، فيظل الحلم رهن التأجيل، وإذا بحياة الإنسان عبارة عن مجموعة من الأحلام المؤجلة. وتغلف المجموعة روح السخرية التي لا تهدف إلى مجرد السخرية، لكنها تريد أن تكشف وتعري مواطن الخلل والفساد في المجتمع أفرادًا وجماعات. وتسعى هذه المجموعة إلى إدراك معنى الحياة العميق وقيمتها السامية، وتؤكد أنّ الإنسان كائن حالم، ولولا الحلم لتحولت حياته إلى جحيم، فأن يعيش الإنسان بلا حلم يعني أن يعيش ميّتًا. فالحلم يعمق معنى الإنسانية، ويسمو بها، وهو يمتلك طاقة عظيمة في التحويل والبناء والكشف، وينفتح على تأويلات عديدة بما يمتلكه من طاقة مختزنة. فالنصوص هنا خلاصة مكثفة لتجربة الكاتب المعرفيّة والفنيّة في الحياة، وتعبير عن ذات الإنسان وقضاياه ووجوده كونه فردًا في مجتمع حيوي. تصور النصوص المعاني والأفكار والرؤى والواقع المعيش عبر حالة أو مشهد تصويرًا فنيًّا، وعبر معمار القصة القصيرة جدا، بما تنطوي عليه من قصصية وحكائية وتكثيف واختزال ومفارقة وسخرية، قابضة على لحظة الإبداع بلغة اقتصادية، تنأى بنفسها عن الشرح والإسهاب، منفتحة على جميع تياراتها الفنية. ولا شك أن النص في النهاية سؤال يطرحه الكاتب على نفسه وعلى المتلقي؛ ليبقى دائمًا قائمًا بانتظار إجابة، تنفيها إجابة جديدة.