كتاب خطاب المرحلة الجديدة بقلم أمين مرسي يمكنكم تحميل الدراسة نسخة من نافلة القول أن نحاول تأكيد العلاقة بين الكاتب والمجتمع فتلك قضية مسلمة ليست بحاجة إلى تأكيد أو إثبات، كما أن العمل الأدبي هو نتاج لتفاعل المبدع مع مجتمعه وزمانه، فإن لم يكن أدبا فلن ينفعه أن يحتوي أروع الأفكار.والمرحلة الجديدة التي نحياها بعد ثورة 30 يونيو 2013 ليست بحاجة إلى خطاب أدبي ضعيف أو مهلهل أو غير مقنع يكون بين صياغته ومضمونه تنافر وتخلخل وعدم اتساق. والخطاب لغة: الكلام. قال تعالى :﴿وعزني في الخطاب﴾ سورة ص الآية 23.والخطاب: الرسالة. وفصل الخطاب: ما ينفصل به الأمر من الخطاب.قال تعالى :﴿وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب﴾ سورة ص 20، وقال:﴿لا يملكون منه خطابا﴾ النبأ 37، وقد توسع المعاصرون في هذا المصطلح فأصبح جملة كثيرة من الخُطـُب (بضم الخاء والطاء) مثل إطار وأطر، وطراز وطرز، وقد شاع جمعه على (خطابات) وهو جمع عامي.وأصبح الخطاب الكلام الذي يقع به التخاطب سواء أكان شفهيا أم مكتوبا ولكن إطلاقه على المكتوب أكثر شيوعا، وإطلاقه على المكتوب الأدبي أكثر شيوعا من إطلاقه على المكتوب غير الأدبي، كما أن النص أضيق دلالة من الخطاب.والخطاب الأدبي بذلك بناء سامق تتكامل صورته ومادته بعملية باطنة فيه هي كماله وحقيقته، وهو عمل منتج دال مشروط اجتماعيا وتاريخيا بملابسات نشأته، وبفاعليته الدلالية فيما يقول محمود أمين العالم.والمرحلة الجديدة تتطلب خطابا يصدع بالحق، ويرحم الخلق ويستمر في التدفق والديمومة عبر المجتمع في لغة خاصة تضيء حقيقة الوجود، بحيث تصير الأنا، والمكان، والزمن وَحدة واحدة ليداهمنا الشروق، كما تتطلب المرحلة لغة شفافة تنعكس من خلالها الصور في مرآة ناصعة، تقرع فضاء الزمن، وتخفق بين الذاكرة والمجتمع في حراك مستمر، تكتسب ملامحها وتضاريسها منه.......