كتاب خواطر على شاطئ التأمل بقلم عدي النابلسي .. كتابٌ تشعرُ وأنت بينَ صفحاته بأنّه ليسَ مجرّدَ كتابٍ فحسب؛ إنّما هو صديقٌ مخلصٌ بكلّ ما تعنيه الكلمة، فـ طَوراً تراه يُربّتُ على كتفيك بلطفٍ، وتارةً تجده يُسدي لك نصيحةً ربّما تُفيدك يوماً، ومرّةً يُهديك شمعةً علَّها تُنير دربَك، أو يكشِفُ لك النّقابَ عن حكمةٍ لم تُبصِرْها .. ولكنّه - في الوقت ذاته - لن يَدعَك جالساً على الشّاطئ، مستجمّاً دونَ عناءٍ تتأمّلُ الحياةَ من حولك، فلا يغُرّكَ اسمُ الكتاب؛ لأنّه - ومن حيثُ لا تدري - سيُبحِرُ بك في أعماقِ بحرِ الحياة، ليسبرَ لك أغوارها، ويُزوّدك بأسرارها، وإنْ كنتَ لا تُجيدُ الغوصَ؛ فمن الأفضلِ يا صديقي ألّا تقرأَ الكتاب؛ إذْ إنّه سيُقدِّم لك جرعةً عاليةً جدّاً من الوعيِ وحِدّة التّفكير! كتابٌ صغيرٌ في حجمه، كبيرٌ في عطائه، بسيطٌ في أسلوبه، وعظيمٌ في محتواه، يقطفُ لكَ من كلّ بستانٍ زهرةً، لها لونُها الذي يُميِّزها عن الأخرى، وأريجُها الخاصُّ بها، وإذا كنتَ تبحثُ حقّاً عن كتابٍ لا تكونُ بعدَه كما كُنتَ قبله؛ فهنيئاً لك يا صديقي، لقد وجدتَ مُبتغاك!.. وبلا شكٍّ فإنّ الكتابَ سيضيفُ لك الكثير والكثير من الأفكار والأشياء، التي هي حقّاً تستحقُّ التأمُّل، وسيمنحُك رصيداً قد تحتاجه يوماً، لتعيشَ الحياةَ بحكمةٍ وتفهمَ ما يدورُ حولك. والآن، إن كنتَ جاهزاً لهذه الرّحلة الشيّقة؛ فاذهب واصنع كوباً من الشّاي وأحضِر مقعداً مريحاً، ولْتكُنْ مستعدّاً .. لتجلسَ على شاطئ التأمّل ..