كتاب خياط الهيئات

تأليف : أنيس الرافعي

النوعية : مجموعة قصص

كتاب قصصي جديد للكاتب أنيس الرافعي يحمل اليافطة التجنيسيّة التالية : (تحرّيّات قصصيّة مضادّة في ظواهر رهاب الكونياّت) مما يشي باقتحام صاحبه، المعروف منذ ما يربو عن عقدين من الزمن بمغامراته التجريبيّة والتجديديّة للنصّ القصصيّ العربي، لمنطقة  جمالية برزخية بكر ، يختلط فيها " إصلاح شأن الأحوال التي تكون عليها الشخصيات الورقية محسوسة أو لامعقولة " ﺒ "رفاءة أحوال الأجرام السماوية وعلاقة

  بعضها ببعض وما لها من تأثيرات سلوكية وسيكولوجية مبعثها الخوف المرضي على ذات الشخصيات شديدة الاضطراب متلاطمة الحواس" .  إنه كتابٌ يقدم نفسه كتجربة إستطيقية قصوى ، فأتى غريبا في معناه " الأوبرالي" و  طليعيا في شكله "الأوركسترالي"، قوامه كشتبان، و مقياس لضبط الذيل، و دّبّاسة، و غرز (الغرزة المتصلة، الغرزة التشريحية ، وغرزة ساق الغراب)  و أقمشة ( قماشة الأطياف ، قماشة السحر، و قماشة الرهائن) و نسول (حاشية حردة الرقبة ، حاشية دائرة الوسط ، حاشية تقويرة الكمين، و حاشية حافتي البنطلون) و مشابك ، وتفاصيل غزيرة في صندوق رأب الرقع . أما جوهره فمتوالية سردية ذات بناء هندسي بلوري محكم ، تصعد فيها " الحكايات صوب السماء في حركة تنازلية نحو الأرض " وتتمازج فيه " خياطة الآثار العلوية بخياطة الأجسام الأرضية " في توليفة قصصية غير معهودة تدمر الحدود الوهمية بين الأنواع الأدبية ، إذ  تضم في ضفيرة واحدة  بين أفانين الخياطة و كرنفالية الباروديا السوداء وتحليقات الفانتازيا والعجائبي و استقصاءات التحريات الإقتفائية و عالم الحيوان وأسرار الكوسمولوجيا . وعلى ظهر الغلاف الرابع لكتاب " خياط الهيئات "، نقرأ  الكلمة المضيئة التالية للناقد المصري الدكتور محمد الشحات : "  تشتغل سرديّة كتاب "خيّاط الهيئات" للقاصّ المغربي المعاصر أنيس الرّافعي على مبدأ ممارسة الكتابة الإبداعيّة بوصفها "نسيجا" أو "خياطة" لجُماع من هيئات وحالات إنسانيّة، يوميّة أو كونيّة، ذاتيّة أو غيريّة أو حتى افتراضيّة تأمّليّة. فمن جهة أولى، ينهض هذا الكتاب "المُغاير"، في شكله وفي تقصِّي مرجعياته الثقافيّة، العربيّة والغربيّة، والمحبوك بتؤدة وصبر لافتين، والذي تتشكَّل بنيته الهندسيّة الرباعيّة على هيئة ثوب قُدَّ من نسائل اللّغة ومن خيوط مجازاتها وتراكيبها، على استلهام طاقة النثر العربي القديم والوسيط، المعجون بنكهةٍ سرديّةٍ حديثةٍ، تمثّلت في توظيف تقنيات القصة القصيرة، في نماذجها التجريبيّة العليا. كما ينهض، من جهة مقابلة، على تمثّل أشكال الحكي الصوفيّ التأمّليّ، ومساءلته، أكثر من ركونه إلى المبدأ الذي يتغيّا لذّة سرد المواقف الغريبة أو وصف الأحداث المدهشة، رغم كونه -في غير زاوية من زواياه- لا يخلو من تتبُّع تلك الهيئات القصصيّة التي يطلق عليها بمهارة "تحريّات قصصيّة مضادّة في ظواهر رهاب الكونيّات".

 

شارك الكتاب مع اصدقائك