كتاب دمعة على الزنداني ! بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم ... (استحق أستاذنا عبد المجيد الزنداني دمعة تأبين ، حيث رحل عنا يوم 22 من أبريل لعام 2024م ، وكنت أتوقع كذب الخبر ككل مرة! ذلك أننا اعتدنا أن نسمع بموت الزنداني من ثلاثة عقود أو يزيد! ولكن للأسف هذه المرة توثقَ الخبر! فرحمَ اللهُ الشيخَ الزنداني! فمن هو الزنداني؟ وماذا استفدنا منه عبر مسيرةٍ علميةٍ امتدت أربعة قرون ، ونحن نطالع له موضوعاً تفرد به: (الإعجاز العلمي في القرآن الكريم)؟! ولد الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني سنة 1942م ، في قرية الظهبي بمديرية الشعر من محافظة إب ، إحدى محافظات الجمهورية اليمنية ، ولكن أصله من منطقة "زندان" في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء. تلقى تعليمه الأولي في الكتّاب بمسقط رأسه ، والتحق بالدراسة النظامية في عدن ، ثم انتقل إلى مصر للدراسة الجامعية ، فالتحق بكلية الصيدلة ودرس فيها سنتين ، ثم تركها بسبب اهتمامه بالعلم الشرعي ، وأخذ يقرأ في علوم الشريعة ، وتسنى له الالتقاء بأكابر العلماء في الأزهر الشريف. انكب على الدراسة على علماء ومشايخ الأزهر الشريف قبل أن ينتقل إلى المملكة العربية السعودية ويلتقي كبار علمائها وأدبائها ، من أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين ، وحصل فيما بعد على شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان. ووسّع مداركه من خلال المطالعة واستنطاق النصوص الشرعية ، ومحاولة فهمها في ضوء الحياة المعاصرة والاكتشافات العلمية ، مما فتح أمامه مجال الإعجاز العلمي في القرآن الذي شكل أحد أهم انشغالاته ومجال تميزه. وكان قد مارس التدريس أثناء وجوده في السعودية ، وتولى بعد عودته إلى اليمن وظائف ومسؤوليات مختلفة ، من بينها إدارة معهد النور العلمي ووظائف تدريس في بعض مؤسسات التعليم. ثم عاد الزنداني إلى صنعاء وتولى إدارة الشؤون العلمية في وزارة التربية والتعليم ، وساهم في تدريس عدد من المواد العلمية كمادة الأحياء ، ثم عيّن رئيساً لمكتب التوجيه والإرشاد عند إنشائه سنة 1975 م قبل أن يعين في وزارة المعارف. وشكل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية أحد الانشغالات الأهم للزنداني ، واعتبر على نطاق واسع أحد أبرز العلماء المعاصرين الذين حاولوا البرهنة على سبق القرآن في مجال الحديث عن الاكتشافات العلمية في مجالاتٍ كثيرةٍ كالطب ، وخلق الإنسان ، والجيولوجيا. وفي عام 2004م أعلن أنه اكتشف دواء لمرض فقدان المناعة المكتسب (الإيدز) ، وذلك عن طريق خلط مستخلصات من أعشاب قال إن لها تأثيراً على الفيروسات وعلى بعض الخلايا السرطانية. وأكد أن أبحاثه في هذا المجال استغرقت 15 عاماً ، رافضاً الكشف عن الوصفة خشية السطو عليها مما سماها "مافيات الأدوية". ثم أعلن عنها فيما بعد احتساباً للأجر عند الله تعالى! ونفع الله تعالى بها أناساً فشفاهم!) .