كتاب رائحة الوداع بقلم فؤاد قنديل..هذه الجوقة من المخلوقات الرائعة يرسمون لي فضاء جميلاً ممتداً بعرض العالم ترقص فيه الملائكة، وتطير فيه الأشجار ويضرب السمك على البيانو وتمر العصافير على الأفيال، تلقي في خراطيمها الحب والقش، وحبات العنب والتوت، بينما الثعابين الطيبة تقيم سوراً حول هذا الفضاء الذي أصبح حديقة، سوراً مرناً يعلو ويهبط.. يرقص ويومض بالبريق الساحر تحت الشمس التي كانت تحملها بعض القردة وتركض بها مسرعة نحو الغرب، فينطفئ النهار ويغلب على الناس النعاس.. تلتف القردة حول نفسها، ثم ترجع بالشمس نحو الأفق الشرقي فيزداد النور ويصحو الناس ويهرعون إلى كل مكان ليعملوا، وتتحرك الحياة.
اكتشفت أني منذ طفولتي أهوى هذا العالم الجميل وأسعى إليه.. أحب ألأطفال وأحملهم وأنا لازلت صغيرة.. فهل تتصور هذا يا منير، كنت لهم دائماً الأم حتى في الألعاب، أرعاهم وأسكتهم إذا بكوا وأطعمهم إذا جاعوا وأداعبهم إذا غلبهم السأم".