ويشير المؤلف أنه قد مضى أكثر من عشر سنوات على انطلاق برنامج التجديد من مركز الدراسات الإسلامية في دمشق، حيث صدرت عدة رسائل متلاحقة أثارت زوبعة من العواصف والتساؤلات حول مقاصد التجديد وغاياته وأهدافه.
وفي شباط عام 2004 انعقد مؤتمر تجديد الخطاب الديني، وهو أول مؤتمر إسلامي ينعقد في دمشق منذ أربعين عاماً، وقد شكل المؤتمر في الواقع خطوة هامة في إطار توضيح رسالة التجديد في المجتمع الإسلامي، ومع أن أعمال المؤتمر صدرت في عمل ضخم قرأه الناس ولكن ذلك ظل على كل حال صورة لا ترقى إلى الأهداف التي نتغياها لخطاب التجديد الإسلامي.
وخلال هذه السنوات العشر واجه تيار التجديد في سوريا سلسلة من الانتقادات الحادة عبر مراصد مختلفة، ولدينا اليوم سلسلة من فتاوى التكفير والزندقة التي أطلقها شيوخ مشهورون ضد خطاب التجديد كما تبنيناه في المركز، وقد طرحت هذه التطورات تساؤلات حادة ودقيقة حول مستقبل خطاب التجديد الديني والأهداف التي يبتغيها.
إن العاملين في حقل التجديد الديني في سوريا كثير، ولدى كل واحد منهم مرصده وموقعه، وهم للأسف لا يعملون متعاونين، بل إن أياماً سوداء شهدت خصاماً ومواجهات بين رموز هذه التيارات، ولكن أعمالهم في النهاية يفترض أن تخدم هدفاً واحداً وهو إصلاح ما بين الإسلام والناس، وما بين الله وعباده.
كتاب رسالة التجديد تأليف محمد حبش
كتاب رسالة التجديد بقلم محمد الحبش..نص المتن الذي اعتمده الدكتور حبش في منهج التجديد الذي اختاره هدفاً لدعوته ورسالته، ويعتمد الكتاب أسلوب المتون القديمة بحيث يحدد بالضبط موقفه من القضايا العقدية والفقهية بالتفصيل، ويتضمن قراءات جديدة لواقع الأمة ومستقبلها.
تهدف هذه الأوراق إلى توضيح المسائل التي يتبناها تيار التجديد والتنوير في خطابه الإسلامي حول قضايا التراث، وهي أفكار تحتاج بكل تأكيد إلى شرح ومناقشة ولكن قد يكون من المفيد أن توضع بين يدي الإخوة الدارسين والباحثين، لإغنائها والنظر فيها.