كتاب رفقاً بقلبي .. الجزء الاول من سلسلة قلوب تحكي

تأليف : كاردينيا

النوعية : الحب والعلاقات

كتاب رفقاً بقلبي .. الجزء الاول من سلسلة قلوب تحكي بقلم كاردينيا..المقدمة بعد الألم .. الخدر !! خرجت مرام للشرفة ... اجمل جزء في غرفة صديقتها منى هو هذه الشرفة ... تطل مباشرة على حديقة البيت التي تعتني بها والدتها بنفسها .. ارتكزت مرام على حافة السور الابيض و .... نفس عميق .... ابتسمت وهي تستعذب عطر زهرة الجاردينيا الذي تسلل اليها محمولا بالنسمات الناعمة التي داعبت وجنتيها البيضاوتين....فجأة اجفلت من صوت علا لتدرك انه قادم من الاسفل ... اسفل الشرفة تماما ... تبينت همهمات والدة منى وهي تحاول تهدئة احدهم وفي الغالب رجل .... كان صوته غاضبا وهو يحاول كتم نبراته ...

 للحظة تصورت مرام والديّ منى يتشاحنان فشعرت بالحرج واوشكت ان تتراجع بهدوء لتغادر الشرفة عندما علا صوت الرجل لتدرك انه ليس والد منى ... قال الرجل بحرقة " لااستطيع ان انسى ... لااستطيع .... انها تسكنني .. تسكن قلبي ... انها توأم الروح يا نجاة .. كلما اقول تجاوزت الامر اعود فاتعثر برؤيتها في طريق ما لتتجدد الآمي وكأنها أدمت قلبي بالامس فقط وليس منذ عام كامل ... " خطوات نزقة قدّرت مرام انها للرجل بينما الاصوات تزداد وضوحا لاذنيها وقد شعرت بتحرك الاثنين من تحت الشرفة ليتوسطا الحديقة ... تراجعت مرام قليلا لتلصق ظهرها بالحائط المجاور حتى لايرياها وقد تغلب على حرجها فضول المراهقات لتعرف من هذا الرجل الذي يشكو غرامه المفقود هكذا ... رفعت رأسها قليلا في محاولة فاشلة لتنظر اليه دون ان يتنبه اليها احدهما لكن لم تستطع ولم تجازف اكثر لتكشف نفسها .. سمعت صوت ام منى وهي تقول بتعاطف " احمد لاتفعل بنفسك هذا ... ارضى بالنصيب يا اخي .. شهد الان على ذمة رجل آخر .." كانت مرام تجمع الخيوط في رأسها عندما ضاعت افكارها مع صوته المتهدج وهو يقول بصوت ينضح بالالم " انها ... حامل يا نجاة ... حامل منه ... هذا الطفل كان يجب ان يكون طفلي انا ..يا الهي ما هذا العذاب ؟!!" شهقت مرام وهي تشعر بيد تربت على كتفها لكنها تصرفت سريعا لتكتم باقي شهقتها بيدها وهي تنظر لصديقتها منى بحنق ثم همست " لقد افزعتني !!" ابتسمت منى بمشاكسة وقالت همسا ايضا " تستحقين لانك استغليت غيابي في الحمام وتتنصتين على حديث امي وخالي .." احمرت مرام قليلا فضحكت منى بخفة ثم مدت يدها لتسحب صديقتها للداخل ...
قالت منى وهو ترفع يدها لتوقف سيل الكلمات من فم صديقتها الفضولية " سأخبرك بالقصة فقط توقفي عن اطلاق الكلمات بلا توقف وكأنها زخات مطر غاضبة.." ... جلست الفتاتان على السرير وابتدأت منى الكلام " خالي احمد في الثامنة والعشرين الان قبل خمس سنوات عشق فتاة اسمها شهد تقاربه في السن وهي بدورها احبته بجنون ... حاول خطبتها اكثر من مرة لكن اخاها كان يرفض بشدة مصرا ان شهد لن تتزوج الا بابن خالتها ... " قالت مرام على عجالى " وماذا عن والديها ؟!" تنهدت منى وهي تسرح بنظراتها وتقول " والدها متوفي لذلك اخوها هو المسيطر في البيت اما والدتها فهي كانت تؤيد ابنها .." صمتت مرام ببؤس وهي تشعر بالحنق فاضافت منى " مضت سنوات في هذا الصراع وحدثت مشاكل كثيرة انتهت باستسلام شهد لرغبة اخيها وامها وزواجها من ابن خالتها العام الماضي .." ابتأست مرام اكثر وهي تتذكر الكلمات الحارقة التي صدرت من خال منى قبل قليل فقالت بتعاطف " المسكين .. مؤكد تألم بشدة .." ردت منى " نعم ... لقد جن جنونه !! اذكر جيدا ما حدث ... اوشك ان يذهب للعرس ليخربه لولا تدخل ابي ومنعه اياه بالقوة .. كانت امي تبكي بلا توقف وهي تشهد انهيار اخيها الصغير والذي تحبه كأنه ابنها وليس اخوها فقد ربته طفلا بعمر اشهر بعد وفاة والديها في حادث ..." قالت مرام بتاثر كبير " انه مسكين ... يبدو انه رآها اليوم ولاحظ حملها .." ردت منى باحباط " هذه ليست اول مرة يراها بعد زواجها وفي كل مرة ينتكس ويأتي لامي بهذه الحالة !!فيظل هنا لبضعة ايام حتى يستعيد توازنه فيعود بعدها لبيته .." سألت مرام ببعض الدهشة " كنت سأسالك الان لماذا لم اره سابقا هنا في بيتكم تصورت انه يعيش معكم بما ان امك هي من ربّته " قالت منى " منذ ان قرر الزواج من شهد وبدأ يقيم في بيت جديّ رحمهما الله آملا انه سيجمعه يوما بالفتاة التي يحب .." تنهدت مرام وهي تقول باحباط " الحب سلاح ذو حدين قد يسعدنا وقد يشقينا .." ابتسمت منى وهي تقول " لاتكوني فيلسوفة ... الامر ابسط من ذلك ... هو احب فتاة ولم تكن من نصيبه وعليه ان يتجاوز الامر ويجد فتاة اخرى يرتبط بها .." قالت مرام بلوم " انت حقا بلا مشاعر !! انه يحبها بصدق ولذلك لايستطيع نسيانها بسهولة .." ردت منى بهدوء " انا لست بلا مشاعر ... انا احاول ان اكون عملية ، لااحب ان ارى نفسي ضعيفة .. بصراحة.. رؤية خالي ضعيفا هكذا تجعلني اكره الحب واهابه !! " اصرّت مرام قائلة بانفعال وتأثر " ولكن هذا ليس ضعفا !! ان خالك يتألم يا منى.. من حقه ان يشعر بالألم هكذا بعد ان خذلته حبيبته.. انه يحتاج لمزيد من الوقت لكي ينساها .." تنهدت منى ورددت " ربما ما تقولين هو الصحيح ... من يعلم ان كنا سنعاني مثله في الحب .." ردت مرام وهي تستلقي على سرير صديقتها " اجل من يعلم ... ما زلنا في الثامنة عشرة ولم نجرب الامر يوما ... ترى هل سيكون مؤلما ؟!!" استلقت منى بجانبها وسرحت هي الاخرى بخيالها الذي لايتعدى ابن الجيران الخجول !!

 

 

شارك الكتاب مع اصدقائك

2024-10-02

اللهم بارك خصوصا رواية تغزلين للعشف جيوشا