كتاب روح الصلاة ومعارج قبولها عند الله تعالى - الجزء الأول تأليف على مرسى مرسى .. يتضمَّن هذا المجلَّد جوامع فروض الصَّلاة التي اشتملت تصانيفه على التعريف بأركانها وواجباتها وهيئاتها وسُنـنـها، والترجمة الوصفيــة لأفعالها وأقوالها، والتفصيل الكامل لفروضها ومواقيتها، والتي يتسني للمُسلم أن يجعل منـها ذكرا مُتواصلا لله تعالى يعيش مع كلِّ ركوع فيها فيوضاته وتجـلياته، ويستروح مع كل سـجدة منها رحـمات ربـِّه تعالى وبـركاتــه. وإبرازا لتلـك المعاني السامية عند القارئ الكريم، وتأكيدا لفرضية الصَّلاة وأهميتها في حياة كل مسلم ومسلمة، وتحقيقا لمنهجها التربـوي الفعال في كيان كل بيت وأسرة، كان هذا الكتاب الذي تضمنت صفحاته قبسا من هديها، ونورا من فقهها وأحكامها، باعتبارها المدد الإيماني الذي يغمر أحاسيس المسلم بالطمأنينة، والفيض الإلهي الذي يملك عليه مشاعره، والصلة القائمة التي تؤكد عبوديته لخـالقه سبحانه، فيضرع إليـه بحاجته، ويشكو إليه المـه، ويبسط لـه في طلبـه، ويسلم له فكره وكيانـه وجوارحه، عندما يقف خاشعـا أمام الرَّحمن في موقف يشـرق عليه فيـه النـُّـور والبهاء. إنَّ المادة العلمية التي أحاطت بكل مسائلـه وقدَّمت لها الشَّـرح والبيان إنما أكَّدت في مضمونها على هذا المعنى السَّامي لأحكام هذه الصَّلاة في حيـاة المسلم باعتبارها الترجمة الحيـَّة لمنهجية الإسلام في تهذيب النـُّفوس الإنسانية والاعتزاز بطهارتها معني ومبنى، وبرهنت على أن القلب الشريف السامي لا يكون إلا في الجسد النظيف الوضيء الذي لا يشعُّ إلا حُسنا وجمالا، ولا يفيضُ إلا نـداوة وبهاء، فحسن الظاهر ونظافتـه لهو الدليل القائـم على نقـاء الباطن وطهـارتـه. وعندما يقيم الكتاب محورية البحث فيه على التعريف بأركان الصلاة وفـروضها وهيئاتها وسُننها، فإنه يستمد ذلك من هدي الكتاب والسُّنة وما أجمع عليه علماءُ الأمــة الكرام، وهو بذلك يبحث في موضوعات مهمة جديرة بالقراءة والمدارسة، ويعرض مسائل يحتاجها المسلم للتفقه في أحكام دينه والتعرف على فروضه وواجباته، بما تضمنه من علوم بيانية تفيد سائر الناس كبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونساءهم، ولما ذكر فيه من أحكام تعيـن على فهم أركان الدين وحقائـقـه، وتدبر أصولـه ومقاصده، وما نـاسب ذلك من شروح فقهية وإشارات تفسيرية، وآثار سلفية، وشواهد بيانية للكثير من أبوابه الفقهية ومسائله الحكمية.