يسعى الكتاب إلى رسم الخطوط العامة لطبيعة الصراعات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر، في الفترة ما بين مطلع الألفية الثالثة حتى الآن، من خلال تقديم صورة شاملة لمسارات خطابات القوى المختلفة، وعوامل صعودها وتراجعها، وكيف تقاطعت مع بعضها لحظيا ثم انفصلت مرة أخرى،
وأثَر ذلك على الصراع السياسي، في محاولة لفهم طبيعة الظروف التي تمر بها مصر حاليا وأسسها البنيوية؛ لفتح أفق لحل الأزمة التي تعيشها.
اعتمدنا في التحليل على عدد من النظريات التي حاولنا إيجاد رابط بينها؛ لتقديم صورة شبه شاملة عن الأحداث الكبرى التي حدثت في مصر خلال الفترة المذكورة، منها: نظريات المفكر الإيطالي (أنطونيو جرامشي) عن المجتمع المدني والهيمنة الأيديولوجية، ودراسات المفكرة الألمانية (حنا آرندت) عن علاقة العنف بالنظم الشمولية، جنبا إلى جنب مع نظرية عالم الاجتماع الفرنسي (بيير بور ديو) عن رأس المال الرمزي للقوى الاجتماعية والسياسية.