كتاب سبع (7) دروس مستقاة من أحمد مكى للمؤلف أحمد ناجي لهذا كان هذا النص، الذي لا أرغب أن يكون مُجرد أطروحة مُضَادة على أفكار آخري قد يرد ذكرها في الْمتنِ، أو مُقَاربة تَحلِيلية لمشروع أحمد مكي. بل هو دفتر مُلاحظات يَضم مَجمُوعة من الظّنون التي تصَادف أنها تَتشابك إلى حد كبير مع ما قدمه أحمد مكي في مَسيرته الْفنية الْقصيرة. طَرحي لهذه الْمُلاحظات/ الدّروس
هَدفه في المقَامِ الأول ربما يكون تَقديم رؤية مُغَايرة لمعَاني "الحقيقة"، "القيمة"، وأخيراً وليس آخراً "العمق". لا أدعى أن هذا الطّرح على جَانب كبير من الْصواب، كما لا أظن أن كل ما فيه يقع تحت خَانة الخطأ، ولهذا يأتي السبب الثاني من وراء نشر هذه الدروس وهو خَلق نوع من الجدل مَوضوعه الأسَاسي أحمد مكي، وإن كان من الممكن أن يتسع لما هو أكثر من ذلك. ولا أظن أنني في حَاجةِ إلى إيضاح أن العنوان الذي اخترته لهذا النص رغم مَظهره التربوي إلا أنه لم يقصد به إلا تَحقيق نوع من السخريةِ من فَكرة الدّرس والرقم 7 ذاته، بالإضَافةِ إلى ما يَحمله من تجَانس أو مُعَارضة ما مع نص آخر لحسن خان "9دروس مستقاة من شريف العظمة". ورغم كل ما سبق فإن طموحي الحقيقي هو أن أري هذا -النص- الشيء لا يكاد يري بين أشياء ونصوص آخري، أريده أن يُنسخ من جديد سواء من قبلي أو من قبل غيري، أن يتكرر ويُحاكى ويَنشطر ويَتشذي ويختفي دون أن تكون للذي أنتجه فُرصة الإعلان عن نفسه مَالكاً للنص أو مُنتجاً له. أريده فقط أن يَفرض ما كان يود قوله. باختصار لا أريد لهذه الْمجمُوعة من الدروس أن تَطرح نَفسها بصفتها نَصاً يَتحرك ضمن الْمدار العَادي للتدوين والنَّقد والْمعرفة، بل يجب أن يكون له الجرأة في الظهور إلى الآخرين والْوجود باعتباره خطَاباً.. مَعركة وسلاحاً في الوقت ذاته، إستراتيجية وهزة، صرَاعاً وجائزة أو جرحاً ودواء، صُدفة أو أثراً لماضي، لقاء غير مُنتظم ومَشهداً مُعَاداً.