كتاب شذرات وقطوف بقلم  دحان على محمد القباتلي .. سلامٌ لعينيك البعيدتين وعاد الشتاء، وكأنه عاد من سفر، وعاد معه خوفيَ الأزليّ عليك والقلق..  لا أنسى أنّ تقلبات الجوّ تؤذي بُنيتكَ الرقيقة يا قرة العين..  أخاف عليك من البرد، كما تخافُ أُمّ رؤومٌ على فلذة كبدها المُدلل من الماء البارد، تتوضأُ به ويُبلّلُ يديكَ ووجهكَ الوضّاءُ..  أخاف عليك من العملِ في أجواء الصقيع التي تُمّرِض، أرتجفُ وأبتئسُ وأخاف عليك من الغُربة، من الوحدة، من الضجر، ومن ضيق الصدر.. أخافُ عليك من أن لا تجد صديقًا تسردُ له تفاصيل يومك، أو تخبره أنك مُتعب وقد جافاك النوم.. أخاف عليك!  يا حبي الكبير، أخاف عليك من حُزنِ الدنيا، وعاديات الدهر، ومفاجآت الليالي، ومن سفيهٍ نيّتهُ كسرُ خاطرك..  لو تعلمُ -يا سيدي- كيف أتظاهرُ في غيابكَ بالاكتفاء حتى لا تلحظني العيون الفضولية والنفوس المتطفلة!  لو كنتَ تعلمُ كم أحبكَ -يا سيدي- لرأيتَ قتلي أن تكونَ بعيدًا.. أخاف عليك!  ألا يكفيك قلبي لتكون بخيرٍ وعافيةٍ فأرسلُ لك عيني تحرسك، وفؤادي يحومُ حولك، يتفقدك، يؤنسك، يهدهدك، يربتُ على كتفك ويدثركَ؟!

2021-10-20

ماشاء الله من اجمل ماقرأت

2021-10-20

بين دفّتي هذا الكتاب عبرات وأحزان . وورود وأزهار. نصوصه ليست من نسخ الخيال. ولا من أوهام الكاتب. بل من مداد القلب.. وزفرات الروح