كتاب شرح مقدمة عقائد أهل السنة بقلم مجموعة مؤلفين..بسم الله الرحمن الرحيم مما ورد في المقدمة التحقيق: ولقد استمر اتفاق جمهور أئمة المسلمين المعتبَرين على اعتماد المنهج الأشعري في العقيدة جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن، من أقصى غرب بلادهم إلى مشرقها، وبين أيدينا الآن هذه الرسالة المصنَّفة في القرن الثاني عشر للهجرة تؤكد ذلك، وهي للشيخ العلامة محمد حياة السِّندي الأصل الذي صنفها في المدينة النبوية المشرفة يشرح فيها متناً لعالِـمٍ سُنِّيٍّ أصلُه من بلاد ما وراء النهرين وهو الشيخ «خوجه ميرزا» الذي كان بدوره قد اختصر فيها العقيدة المعروفة بـ«أم البراهين» للإمام الشريف محمد بن يوسف السنوسي الحسني التلمساني،
وهذه عينة تصور بجلاء اتفاق هؤلاء العلماء على نفس القواعد الاعتقادية على الرغم من تباعد أقطارهم الجغرافية.
صاحب هذا الشرح هو أحد العلماء الأخيار الأبرار، فهو الشيخ العلامة المحدِّث الفهامة، حاملُ لواء السُّنة بمدينة سَيِّدِ الإنس والجنة: محمد حياة بن إبراهيم السِّندي.
قال في شأنه تلميذُه العلامةُ أبو الحسن السندي الصغير: «هو عمدة الأعلام المحدِّثين، وبقية النقاد والمسندين، عالِـم المدينة في عصره، الممتاز بالذبِّ عن الخبر ونَصْرِه، حميد الذات وفريد الصفات، نعمة الله المهداة».
وأثنى عليه القنوجي قائلا: «كان من العلماء الربانيين، وعظماء المحدِّثين، قَرَن العلمَ بالعمل، وزان الحسن بالحلل، شدّ حزامه على درس الحديث النبوي، وأفنى عمره في خدمة الكلام المصطفوي، وكان يعظ الناس قبل صلاة الصبح بالمسجد الشريف، وانتفع به خلق كثير من العرب والعجم، وأقبل عليه أهل الحرمين ومصر والشام والروم والهند بالاعتقاد والانقياد».