كتاب شعراء الأرض المحتلة للمؤلف نزار قباني "شعراء الأرض المحتلة، يا من أوراق دفاتركم بالدمع مغمسة والطين، يا من نبرات حناجركم تشبه حشرجة المشنوقين، يا من ألوان محابركم تبدو كرقاب المذبوحين، نتعلم منكم منذ سنين نحن الشعراء المهزومين، نحن الغرباء عن التاريخ وعن أحزان المحزونين نتعلم منكم كيف الحرف يكون له شكل السكين". نزار قباني يكتب إلى من
حوّلوا حروف الهجاء العربية.. إلى طلقات رصاص.. إلى الحافرين بأظافرهم صك تحررنا.. إلى محمود درويش، وسميح القاسم، وفدوى طوقان، وتوفيق زياد وغيرهم من شعراء الأرض المحتلة. ويكتب للقدس يقف في ظلها الحزين ويقول لها: "يا قدس يا منارة الشرائع، يا طفلةً جميلة محروقة الأصابع، حزينة عيناك يا مدينة البتول، يا واحة ظليلة مرّ بها الرسول، حزينة حجارة الشوارع، حزينة مآذن الجوامع. يا قدس يا جميلة تلتف بالسواد. من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة صبيحة الآحاد.. من يحمل الألعاب للأولاد؟ في ليلة الميلاد. يا قدس يا مدينة الأحزان، يا دمعة كبيرة تجول في الأجفان؟ من يوقف العدوان عليك يا لؤلؤة الأديان؟" وما زال سؤاله يتردد: من يوقف العدوان عليك يا لؤلؤة الأديان؟