كتاب شِعرائيل تأليف السعيد عبدالغني .. ديوان شعر قصيدة نثر للشاعر المصري والقاص والرسام السعيد عبدالغني * المكان غريب جدا ، لا أعرف هل أحلم ام لا ولكنه مكان يمشي فيه اناس صامتون عرايا وعليهم غبار كثيف .لا احد ينظر الى احد ولا احد يبدو عليه الاهتمام بأي شىء ولا أعرف ما دلالة هذا المكان . المكان اكتشفته بعد تامل طويل وهذه الأمكنة اكتشفها في رأسي دوما ، اكتشف أزمنة وامكنة غريبة بعد التأمل ومضامين لخلق غرائبي بشع احيانا ولكن جماليته جوهرية . نظرت إلى نفسي وجدتني مختلف الخصائص عنهم منفردا متفردا ولكنهم لا ينتبهون لشىء ولا لأحد، احاول ان اتكلم فلا يخرج صوتي ولكني اسمع صدى ما اريد ان أقول في المكان كله كاننا في كرة زجاج .علي ان اسير لكى أعرف لما يحدث صدى الصوت بهذا الشكل الكبير. كل ما أنوي فعله بدون ان احرك جسدي ، بدون ان أمره. هل تحققت ارادتي السابقة عندما كنت ، عندما كنت ماذا ؟ انسانا. هل تحققت الشاعرية الارادية؟ ان أطير ان اتغلب على الفيزياء ولكن من عدل كيميائي وكيمياء الكون ؟ انه رب الانسلاخ الذى اسميه شعرائيل هو الذى يحول الكائنات إلى كائنات أخرى ويضعهم في اكوان أخرى .هو يتلون كالحرباء ، إلى إنسان ، حيوان ، رياح ، جماد ، ضوء ، .. انا في ارض معالجة الكائنات الى مشاريع تجريبية . * الانسلاخ انسلخت الزهرات داخلي إلى أشواك ووحدها من حواني وجاورني طفر دمي عليها وطفرت منيّ والرفاق ذهبوا إلى حيواتهم المادية لتردمهم الأبعاد والحدود . أنا خليط ألم وكره وفوضى لا شيء تبقى في قلبي سوى الملح فلا تبحث فيّ إلا عن ذاتك المكبوتة كرهت ما خلقت ومن خلقت لأني أرى فيهم عطب العلة لوجودي . غذائي من مجاهيل وشرابي من أحماض المنطِق . أؤالف الشياطين في داخلي وأشي بمعانيهم في لغتي. خلعت القبل من فمي ودلالتها من لعابي خلعت الأحضان التي زالت مع الديمومة وعشت في ضراوة الحبس وحدي مع برد الجلد . أبادر محيطات الاحتمال في سقطات العقل وأفكر في فانيات وأخلق فانيات . الأزلي جف في وجودي والزمني خمل والحبر لا يُحيي شيئا سوى الباهت الطيفي ، عرشي من أعقاب السجائر وبحار الهواء ولم أقابل أحدا حقيقيا في حياتي كلها كالموت ، قُد كوني من حيوانية الزوال وجسدي وظله طحنوا في كسارة العالم بلا غاية . سأحز بيدي الحرة جسدي المقيد .