كتاب صحتك النفسية في القرآن الكريم والسنة النبوية بقلم فرغلي هارون ...ينطلق الإسلام فى فهمه للإنسان من نظرة أخلاقية واقعية، فلا ينظر إلى السلوك الإنسانى نظرة خيالية، كما فعلت مدرسة التحليل النفسى، كذلك لا ينظر إليه نظرة مادية بحتة، كما فعلت المدرسة السلوكية. ولا شك فى أن التوازن وسيلة فعالة لبناء الشخصية المتوازنة، وبقدر ما يكون
التوافق والانسجام بين مكونات الطبيعة الإنسانية، روحاً وعقلاً وجسداً يكون تكامل شخصية الإنسان، وتوافقه وصحته النفسية، وأى انحراف عن ذلك التوافق يؤدى إلى الاضرار بتوازن الفرد والمجتمع معاً.ومن هنا ظهرت أهمية ربط الصحة النفسية بالمنبع الأصيل، والمنهج الربانى الذى أنزله الله ديناً للبشر، وهداية لهم، ففيه الهدى والنور، وفيه السعادة والحياة الطيبة، بما يحويه من سبل الخير وطرق الرشاد لمن يبحث عن أسباب الحياة الطيبة، ووسائل تحصيل الصحة النفسية، لأنه من وضع العليم بنفوس عباده، الخبير بما قد يعتريهم أو يصيبهم فى دنياهم.ويأتى هذا الكتاب كمحاولة متواضعة للبحث فى موضوع الصحة النفسية فى الإسلام، وكيف أرشد الإسلام الإنسان إلى المعنى الحقيقى للصحة النفسية، وحدد له أهم مؤشراتها، وسمات الشخص الصحيح نفسياً، وكيفية التغلب على الأسباب والعوامل التى تعوق تحقيق صحته النفسية.