هذا كتاب في "صفة الجنة" جمع فيه مصنفه وهو "ابن كثير" كل ما قيل من أحاديث في موضوع الجنة من قبل العلماء الأقدمين، فأورد كافة الأحاديث المتعلقة بـ: أبواب الجنة، اتساعها، وعظمة جناتها، ارتفاعها، غرف الجنة، قصور الجنة، تربة الجنة، أنهار الجنة، صفة الكوثر، أشجار الجنة وثمارها، طعام أهل الجنة وشربهم ولباسهم وحياتهم وثيابهم وصفاتهم.
بعد هذا توقف عن الأحاديث التي تطرقت لـ فرش أهل الجنة، صفة الحور العين، وبنات آدم، جماع أهل الجنة لنسائهم، خلود أهل الجنة، وعدم موتهم ولا نومهم، نظر الرب إليهم وتسليمه عليهم سوق الجنة وريحها، نور الجنة، غناء أهل الجنة، خيل الجنة، تزاور أهل الجنة، أول من يدخل الجنة، كما ولم ينسى المصنف إيراد الأحاديث النبوية التي تؤكد وجود الجنة والنار، دخول أمة محمد أولاً إلى الجنة يمثل باقي الأمم، سبق الفقراء للأغنياء، لغة الجنة هي اللغة العربية...
ولما كان هذا الكتاب الذي بين أيدينا من أهم الكتب المصنفة في الأحاديث النبوية المتحدثة عن الجنة وأجمعها فقد اعتنى أيمن بن عارف الدمشقي بتحقيقه فاهتم بـ المقارنة بين النسخ المتعددة لهذا الكتاب، مثبتاً الفروق بني النسخ، بعد ذلك اهتم بذكر اسم السورة مع رقم الآية، بجانب الآيات القرآنية للتيسير على من أراد الرجوع لكتب التفسير، أو غير ذلك من الفوائد، كما واهتم بتخريج الأحاديث والآثار المذكورة بالكتاب مبينا درجتها من الصحة أو الضعف، وحاول جاهداً الوقوف على علام علماء وحفاظ الحديث ذاكراً إياه، وإن وجد التوفيق قد جانب الحافظ أو المحدث ذكر ما يراه صواباً، محاولاً ترجيح ذلك بأقوال أهل العلم مثله.