كتاب طبقات المستشرقين بقلم عبد الحميد صالح حمدان..علم الطبقات هو العلم الذي لجأ إليه الأوائل واستخدموه للتعريف بطائفة من الطوائف، أو فئة من الفئات والإشادة بهم وبتاريخ حياتهم وسيرتهم وأعمالهم، تخليدا لذكراهم وتمجيدا لدورهم في إعلاء شأن هذه الطائفة أو تلك الفئة. فمنهم من ترجم للصحابة والتابعين، ومنهم من ترجم للشعراء أو الصوفية أو الحكماء أو الحفاظ، وكان أول من اشتهر بذلك ابن سعد الذي اختص الصحابة والتابعين وألف فيهم طبقاته المشهورة المعروفة بالطبقات الكبرى أو طبقات ابن سعد، ونسج على منواله من أمثال ابن قتيبة صاحب طبقات الشعراء، والذهبي مؤلف طبقات الحفاظ، وابن صاعد صاحب طبقات الحكماء المسمى بصوان الحكمة، والسبكي صاحب طبقات الشافعية.
ولما كان العلماء الغربيون الذين اعتنوا بالاستشراق أي بدراسة الثقافة الشرقية ولا سيما اللغة العربية وآدابها والإسلام وتعاليمه وتاريخه وحضارته، يشكلون طائفة المستشرقين ويمثلون فئة مميزة ومتميزة من العلماء، فقد رأينا أن نفرد طبقاتهم بهذا المؤلف وأسميناه طبقات المستشرقين.