كتاب عالم المعجزات: بحث في تاريخ القرآن بقلم أبو موسى الحريري..المطمئنون إلى عالم المعجزات هم في العالم معجزات... ووعيت جنوني في عالم مجنون. التمست من عند المطمئنين الطمأنينة فلمست في نفوسهم قلقاً أشد من الجنون. ذُهلت من وضع عجيب, وضع عناق الجنون للمعجزة, بل وضع التزام متناقضين في وقت واحد وفي رأس واحد, إيمان وكفر, حرية واطمئنان, خير وشيطان, جبريل وقرآن, بشر يمشون صرعى الجنون والمعجزات.
أما كيف يعانق الجنون المعجزات فأمر بات لدي مضموناً, الساكت عن المعجزة مجنون, والمرتاح إلى جنونة هو في معجزة مستمرة. وأي إله يعبد في الحالتين؟! وهائنذا بين فريقين: فريق مطمئن إلى ما لدية, ما اسطعت لطمأنينته علاجاً, وفريق قلق مجنون لم أتمكن من دفع الكبت عنه, أولئك ثرثارون ملأوا الدنيا حقائقاً وحلولاً وكتباً ودراسات, وهؤلاء صامتون مكبوتون خائفون عاجزون, درجوا على القلق فأصبح القلق عندهم أمر مألوفاً ومعهوداً, فكلا الفريقين مزعج, واحد لكثرة كلامة, والآخر لكبته وصمته. وعندهما يلتقي الجنون بالمعجزة ويتعانقان.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.