كتاب عسكر على مين بقلم سمير قصير ....في سياق "سجالات النهار" صدر للصحافي سمير قصير مجموعة مقالات تتبع تسلسلها الزمني في كتاب حمل عنوان "عسكر على مين؟"، لبنان الجمهورية المفقودة.في مقالات الكتاب وأبوابه: "الجمهورية الموقوفة" و"سلطات ضد الدولة" و"حرب عصابات" و"التمديد والتجديد والتجميد" و"سحر التحرير" و"المرئي
والمسموح".. يفكك سمير قصير آلية القمع والتسطيح حتى أدنى دقائقها في دهاليز وزواريب وزوايا العسكريتارية التي استعاضت عن الحرب ضد العدو (حيث عزّت الانتصارات) بالحروب الصغيرة، حروب "المخابراتية" والتي ذاق الكاتب بعض مرّها لولا حصانة متبقية للحريات.قدم للكتاب غسان تويني مشيراً الى أنه لا بد من العودة الى التاريخ لتبيان الفرق بين "عسكرة" فؤاد شهاب وعهده، وبين العهد الذي تتناوله مقالات الكتاب. وهو أن الشهابية التي لم تشتد وطأة "مخابراتيتها" إلا في الستينات، أي من سنتها الثالثة، حملت الى الحكم نظرة إصلاحية تقدمية، بينما العهد الحاضر جاء الى الحكم باسم حياده العسكري وحضانة الانضباطية المترفقة التي تجلت خلال الحرب المسماة "أهلية". وصارت الجمهورية "مفقودة" في الدهاليز والزواريب والسراديب.يقول سمير قصير في مقدمة كتابه: "ليست الشكوى من العسكرة ومن تسلط المخابرات شكوى مبدئية. فمفاعيل هذا التسلط ماثلة في المجتمع اللبناني أمام الجميع، وأولها غياب الشفافية وتغييب المسؤولية وتالياً منع المحاسبة. وثانيها التحايل الدائم على القانون، بل إفساد روح القانون نفسه وإلغاء احتمالات الإصلاح.مقالات نقدية صادرة في "النهار" في فترات متفاوتة بمثابة التعليق السياسي على الأحداث وعلى مسار تراكمي في التراجع الديموقراطي في لبنان. ويحدوها الأمل أن يستطيع اللبنانيون في وقت قريب استعادة جمهوريتهم المفقودة.الكتاب يتوقف ملياً عند حدث تحرير الجنوب وما يسميه "سحر التحرير" لأهمية الحدث في التاريخ اللبناني ومحاولات استغلاله في الرواية الرسمية التي يرسمها الحكم الحالي عن نفسه خصوصاً، ومن جهة أخرى تكبيل الحريات الإعلامية، ولعل التراجع الذي سجله لبنان في اقتصاد الإعلام أكبر مؤشر الى المفارقة التي يعيشها منذ نهاية الحرب، فيفقد عناصر قوته الأصلية فيما العالم العربي يكتشف الإعلام الحر.مقالات الكتاب تعود بغالبيتها الى ما قبل العام 1998 لإيمان الكاتب أن المسعى الدؤوب لتفريغ الجمهورية ترافق مع خروج لبنان من الحرب.