كتاب عصر الشيعة

تأليف : علي الكوراني العاملي

النوعية : العلوم الاسلامية

كتاب عصر الشيعة بقلم علي الكوراني العاملي..مقدمة الكتاب بأسم المؤلف

بســم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبينا محمد

وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين .

وبعد ، فقد طلب مني بعض الإخوة المؤمنين في المهجر الغربي ، تأليف كتاب ميسر في التعريف بالشيعة ، يكون بمستوى الطلبة الجامعيين ، ومَن يريد الإطلاع على التشيع من الغربيين .

وبسبب سعة الموضوع كان لا بد من الإختصار ، فعقائد الشيعة تحتاج الى كتاب ، وتاريخهم يحتاج الى كتب .

والمقصود بإسم «عصر الشيعة» أنا في عصر الفكر الشيعي والإسلام الشيعي ، لأنا نشهد بداية كسر التعتيم التاريخي الغليظ ضد علي(ع) وشيعته ، الذي بدأ من وفاة النبي(ص) واستمر الى يومنا هذا ، فكان أطول تعتيم على طائفة في التاريخ !

كانت الحكومات تحاسب الشيعي على مجرد عقيدته ، بل كانت تهمة التشيع تجعله تحت طائلة الإضطهاد والسجن والقتل ، وتشويه السمعة !

واليوم تغيرت العصور وبدأ الشيعة يجهرون برأيهم والحمد لله ، ويكشفون للعالم أنهم الوجه الآخر للإسلام ، مقابل إسلام الحكومات، وأن عترة النبي(ص) هم الإمتداده الطبيعي الشرعي للنبي(ص) ، والتشيع لهم واتِّباعهم ، هو الإتباع الصحيح لرسول الله(ص) .

~ ~

وقد تفاءلت بالقبول عندما أنهيت الكتاب فجاء عفواً في اثني عشر فصلاً في التعريف بالشيعة الإمامية الإثني عشرية .

جاء الفصل الأول عاماً حول معنى التشيع ، وبَيَّنْتُ فيه تأسيس النبي (ص) له في حياته ، واعتباره الخط الشرعي للإسلام .

ثم بينت جذور التشيع الضاربة في الأديان حتى أن إبراهيم كان من شيعة نوح (عليهما السلام) ، وقد أسس الكعبة لذريته محمد والأئمة من عترته (عليهم السلام) ، ودعا الله تعالى أن يجعلهم أمة مسلمة ويبعث فيهم رسولاً منهم ، ويجعل لهم لسان صدق علياً ، ويجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم ، وتتشيع لهم .

وبينت في الفصل الثاني سيطرة القرشيين على دولة النبي(ص) بمجرد وفاته ، واضطهادهم لأهل بيته وعترته (عليهم السلام) ، وتوارث الحكومات سياسة اضطهادهم وإصرارها عليها . ثم بينت مواصلة أئمة العترة (عليهم السلام) جهادهم في مقاومة السلطة ، وكشف تحريفها للإسلام .

وجعلت الفصل الثالث لعصر غيبة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) ، ودور السفراء الأربعة رضوان الله عليهم في خدمة الشيعة وربطهم بالإمام(ع)

ثم أشرت الى ظاهرة توسع التشيع وانتشاره في عصر السفراء ، رغم تقتيل الأئمة (عليهم السلام) واضطهاد شيعتهم . وبالمناسبة أشرت الى ظاهرة انتشار التشيع في عصرنا في أنحاء العالم الإسلامي ، وأهم أسبابها.

وخصصت الفصل الرابع للمرجعية عند الشيعة في عصر غيبة الإمام المهدي(ع)، واحترام الشيعة لمرجعيتهم بسبب استقلالها عن التأثر السياسي ، وبينت تميزها عن غيرها من المرجعيات بأنها تتم بانتخاب طبيعي حرٍّ من الناس ، وليس بنصب الحاكم أو أي جهة سياسية .

كما استعرضت الرأي القائل بأن المرجعية ولاية فقيه وقيادة سياسية ، والرأي القائل بأنها منصب خبروي ، وليست قيادة سياسية وولاية فقيه .

ثم ترجمت لأبرز المراجع المؤثرين في حياة الشيعة الثقافية بعد السفراء الأربعة ، وهم : الكليني ، والصدوق ، والمفيد ، والمرتضى ، والطوسي ، قدس الله أنفسهم الزكية .

وخصصت الفصل السادس لمصادر الشيعة وثروتهم العلمية ، وأشرت الى غارات السلطة عليها لإحراقها وإتلافها ، والكثير الذي بقي لنا منها.

ثم أشرت الى فتح باب الإجتهاد في مذهبنا، والى منهجنا العلمي في البحث والإستنباط الفقهي ، وتصحيح الأحاديث وتتضعيفها .

وعرضت في الفصل السابع المناسبات الدينية والمشاهد المشرفة عند الشيعة، ومستندهم الفقهي في بناء قبر النبي(ص) وعترته والأولياء ، وزيارتها والصلاة عندها ، والتوسل بأصحابها الى الله تعالى.

وبينت أنهم يشتركون في ذلك مع مذاهب المسلمين، وأن الحزب الوهابي المتطرف شذ عن المسلمين ، وشن حرباً عليهم بحجة تقديسهم للقبور!

وأشرت الى أن الشيعة خاصة في العراق خاضوا المعركة مع الوهابية المتطرفين ، نيابة عن كل المسلمين .

ثم عقدت بقية الفصول لبيان عقائد الشيعة في توحيد الله تعالى وتنزيهه ، ونبوة نبينا محمد(ص) ، وإمامة الأئمة الإثني عشر من عترته (عليهم السلام) ، وعقيدة الشيعة في العدل الإلهي ، ونفي الجبر والتفويض .

وتوسعت في عرض مفردات المعاد ، ابتداء من الإحتضار الى دخول الجنة جعلنا الله وإياكم من أهلها .

أسأل الله تعالى أن ينفع به ، ويكتبه في ميزان الدفاع عن نبينا(ص) وآله الطاهرين ويحشرنا معهم يوم يدعو كل أناس بإمامهم، إنه سميع مجيب.

حرره: علي الكوراني العاملي عامله الله بلطفه

الحوزة العلمية بقم المشرفة- شوال المكرم1430

شارك الكتاب مع اصدقائك

2023-10-11