قال:
"لا نقيم في بلد، نقيم في اللغة، الوطن هو اللغة ولا شيء آخر غير ذلك"
إذا فهذا الكتاب هو كتابه الأول ويقول عنه سيوران:
"هذا كتاب بدون أسلوب، كتاب مجنون، يحتوي أهم أفكاري"
وفعلا من يقرأ بقية كتب سيوران فهي تنويعات لما جاء في هذا الكتاب المجنون الذي جاء في سبعين فقرة إضافة لمقدمة سيوران وقد تراوحت هذه الفقرات في حجمها من مجرد ثلاثة أسطر إلى صفحة كاملة ضمَّنها صاحب "دموع وقديسين" مختلف أفكاره حول الوجود والأخلاق والقيم الإنسانية متأثراً في ذلك خاصة بنيتشه وغير مستبعد أن يكون قد قرأ للشعراء بودلير، ورمبو، ولرتريامون خاصة أنه يعترف بفشله في ترجمة ستيفان دي مالارميه إلى الرومانية ومن يتابع المنجز الإبداعي الكتابي في أوروبا وفرنسا خاصة سيجد تأثيره على الكثيرين من جورج باتاي، وأنتونين آرتو، وموريس بلانشو، ودريدا في مرحلة لاحقة وجماعة الرواية المضادة.
تكشف كتابات سيوران بؤس العالم وعبثيته وعدم قدرة الإنسان المعاصر على فهم هذه العبثية وهو ما أدى إلى تفشي حالات الاكتئاب والمالنخوليا والتوترات العصبية ولقد فشلت الفلسفة وعلم النفس في فهم هذه التحولات في الإنسان وظلت مجرد مقولات متعالية وبالتالي هو يدعو الإنسان المعاصر إلى التعامل مع تحولات حالته النفسية بتحولات وعيه بالزمن وذلك من خلال القبض على الأبدية في لحظة وهي ما يسميها باتاي الديمومة.
"على مرتفعات اليأس" كتاب لا يمكن تصنيفه فلا هو بالفلسفي ولا هو بالمقالات في التحليل النفسي، هو، كتابة إبداعية خارج التصنيف شأنه شأن "هكذا تكلم زرادشت"لنيتشه.
سيوران هذا الكائن القيامي على دراجة هوائية يعبر العدم.
كتاب على مرتفعات اليأس تأليف Emil M. Cioran
كتاب على مرتفعات اليأس بقلم Emil M. Cioran.."على مرتفعات اليأس" هو الكتاب الأول لإميل سيوران وقد ألفه باللغة الرومانية وستأتي بقية كتبه بلغة بلده إلى سنة 1947يشرع في الكتابة باللغة الفرنسية وردا على سؤال أحدهم لمَ تخلى عن لغة وطنه؟