كتاب فتح الكريم الوهاب بتراجم العلماء العزاب

كتاب فتح الكريم الوهاب بتراجم العلماء العزاب

تأليف : السيد مراد سلامة

النوعية : العلوم الاسلامية

كتاب فتح الكريم الوهاب بتراجم العلماء العزاب من تأليف السيد مراد سلامة .. أخي المسلم: أضع بين يدي القارئ ثلة مباركة ممن أوقفوا أنفسهم على دين الله و على نشر سنة النبي الأمين  إنه الهَمُّ الذي حمله هؤلاء الأعلام و الذي ضيعه كثير من المسلمين فضاع بالتفريط فيه علم كثير ،و ضل بسبب إهماله خلق كثير، إنه الهَمُّ الذي حمله نوح -عليه السلام - ألف سنة إلا خمسن عاما دعا قومه ليلا و نهار سرا و جهار ... إنه الهَمُّ الذي حمله الأنبياء من بعده حمله إبراهيم  حتى أُلقي في النيران .... و حمله موسى الكليم حتى توعده اللعين بالقتل و التنكيل ... إنه الهَمُّ الذي من أجله نشر بالمنشار زكريا  و أهديت رأس يحيى لبغي من بغايا بني إسرائيل .. إنه الهَمُّ الذي حمله إمام الأنبياء – صلوات الله و سلامهم عليهم أجمعين – فخرج إلى الطائف يدعوهم إلى كلمة سواء فسلطوا عليه سفائهم و عبيدهم يرمونه بالحجار و يسبونه و هو خير من دب على الثرى  فتصور حاله و هو يهرول و السفهاء من خلفه يصور لنا ذلك المشهد النبي  فعن عائشة -رضي الله عنها -زوج النبي أنها قالت للنبي  - : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت إن شئت أن اطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي : بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا.)( ) إنه الهَمُّ الذي جعل هذه الثلة المباركة تعزف عن الزواج مع علمهم بفضله وشرفه ولكنهم وجدوا أن المصلحة العليا لن يصلوا إليها إلا إذا أوقفوا تلك النفوس على الدعوة إلى دين الله تعالى، إنهم العلماء الأفذاذ والفقهاء الربانين، علموا أن الراحة لا يدركها الإنسان إلا على جسر من التعب: بصرت بالراحة الكبر فلم أرها تنال إلا على جسر من التعب إنهم رجال ونساء نذروا أنفسهم لرب الأرض والسماء، ملؤوا الأرض علما وفقها تذكر أسمائهم على المنابر وفي المحاضرات والمعاهد والجامعات، إذا اختلف العلماء رجعوا إليهم وإذا أشكل عليهم أمر ردوه إلى كتبهم ما تركوا شاذة ولا فاذة إلا وقد فصلوها وأبان الحق فيها، يترحم عليهم العلماء وطلاب العلم والعامة من الناس عرفوهم كأبنائهم بل أشد، ويترحموا عليهم أكثر مما يترحموا على آبائهم ... وها أنا بفضل الله تعالى أضع ذلك الكتاب بين يدي الأمة وطلاب العلم ليعرفوا لهؤلاء قدرهم ويغترفوا من كتبهم ... وقد سميت ذلك الكتاب {فَتْحُ الْكَرِيمِ الْوَهَّابِ بتَرَاجَم الْعُلَمَاءِ العُزَّاب} وجاءت الدراسة في أربعة أبواب: الباب الأول: الحث على الزواج: وأضحت للقارئ الكريم بيان فضل الزواج وفوائده، وذلك حتى لا يظن البعض أنني أدعو إلى العزوبة والرهبانية لقوله ×: «لا رهبانيّة في الإسلام» ( ). الباب الثاني: الأسباب التي دفعت هذه الكوكبة إلى العزوبة: وفي هذا الباب وضعت بعض المبررات التي قد تكون دعتهم إلى العزوبة فمن ذلك أن الزواج يدور عليه الأحكام الخمسة، فلعله كان في حقهم مباحا والمباح ما يجوز فعله وتركه ولا يأثم صاحبه، ولعلهم عملوا بالقاعدة الأصولية: {إذا تعارضت مصلحتان وازدحمتا بحيث لم يمكن الجمع بينهما وكان لا بد من ترك واحدة منهما للإتيان بالأخرى؛ فالمتعين فعل ما مصلحته أرجح وترك ما مصلحته أقل} والمبرر الآخر فخوفهم من يقيدهم الزواج عن طلب العلم ونشره ولهم في ذلك أدلة منها: عن يعلى العامري؛ أنه جاء حسن وحسين، رضي الله عنهما، يستبقان إلى رسول الله × ، فضمهما إليه ، وقال : إن الولد مبخلة مجبنة ( ) سفيان الثوري، يقول: «إذا تزوج الرجل ركب البحر، فإذا ولد له كسر به»( ) وغير ذلك من مبررات سيجدها القاري بين طيات الكتاب................. الباب الثالث: العلماء العزاب: وفي هذا الباب ذكرت من أعلام الأمة ممن آثر العزوبة على الزواج فمن أشهر هؤلاء: عبد الله بن نجيح والإمام الطبري وابن تيمية والإمام النووي، والزمخشري وشيخ الأطباء... ابن النفيس وبديع الزمان النورسي والشهيد سيد قطب .... ألخ وقد ترجمت لكل علم من هذه الأعلام وبينتُ منزلته ومكانته وهذا بحول الله وطوله الباب الرابع: النساء العازبات اللاتي آثرن العلم على الزواج: وفي هذا الباب أوقفتُ القارئ على بعض النسوة اللاتي آثرن العلم على الزواج وبينتُ فضلهم وكيف تلقى العلماء الأفذاذ العلم على أيديهن فالهمة العالية لا تفرق بين رجل وامرأة ولا بين صبي وكبير. وأسأل الله تعالى أن ينفع به شباب الأمة الإسلامية، وأن يكون لهم بمثانة السراج الذي يضيء لهم في وسط تلك الحوالك، أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وصلوات الله وسلامة على إمام السلف المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للعالمين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين ... أبو همـــــام / السيد مراد عبد العزيز سلامة غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين
كتاب فتح الكريم الوهاب بتراجم العلماء العزاب من تأليف السيد مراد سلامة .. أخي المسلم: أضع بين يدي القارئ ثلة مباركة ممن أوقفوا أنفسهم على دين الله و على نشر سنة النبي الأمين  إنه الهَمُّ الذي حمله هؤلاء الأعلام و الذي ضيعه كثير من المسلمين فضاع بالتفريط فيه علم كثير ،و ضل بسبب إهماله خلق كثير، إنه الهَمُّ الذي حمله نوح -عليه السلام - ألف سنة إلا خمسن عاما دعا قومه ليلا و نهار سرا و جهار ... إنه الهَمُّ الذي حمله الأنبياء من بعده حمله إبراهيم  حتى أُلقي في النيران .... و حمله موسى الكليم حتى توعده اللعين بالقتل و التنكيل ... إنه الهَمُّ الذي من أجله نشر بالمنشار زكريا  و أهديت رأس يحيى لبغي من بغايا بني إسرائيل .. إنه الهَمُّ الذي حمله إمام الأنبياء – صلوات الله و سلامهم عليهم أجمعين – فخرج إلى الطائف يدعوهم إلى كلمة سواء فسلطوا عليه سفائهم و عبيدهم يرمونه بالحجار و يسبونه و هو خير من دب على الثرى  فتصور حاله و هو يهرول و السفهاء من خلفه يصور لنا ذلك المشهد النبي  فعن عائشة -رضي الله عنها -زوج النبي أنها قالت للنبي  - : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت إن شئت أن اطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي : بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا.)( ) إنه الهَمُّ الذي جعل هذه الثلة المباركة تعزف عن الزواج مع علمهم بفضله وشرفه ولكنهم وجدوا أن المصلحة العليا لن يصلوا إليها إلا إذا أوقفوا تلك النفوس على الدعوة إلى دين الله تعالى، إنهم العلماء الأفذاذ والفقهاء الربانين، علموا أن الراحة لا يدركها الإنسان إلا على جسر من التعب: بصرت بالراحة الكبر فلم أرها تنال إلا على جسر من التعب إنهم رجال ونساء نذروا أنفسهم لرب الأرض والسماء، ملؤوا الأرض علما وفقها تذكر أسمائهم على المنابر وفي المحاضرات والمعاهد والجامعات، إذا اختلف العلماء رجعوا إليهم وإذا أشكل عليهم أمر ردوه إلى كتبهم ما تركوا شاذة ولا فاذة إلا وقد فصلوها وأبان الحق فيها، يترحم عليهم العلماء وطلاب العلم والعامة من الناس عرفوهم كأبنائهم بل أشد، ويترحموا عليهم أكثر مما يترحموا على آبائهم ... وها أنا بفضل الله تعالى أضع ذلك الكتاب بين يدي الأمة وطلاب العلم ليعرفوا لهؤلاء قدرهم ويغترفوا من كتبهم ... وقد سميت ذلك الكتاب {فَتْحُ الْكَرِيمِ الْوَهَّابِ بتَرَاجَم الْعُلَمَاءِ العُزَّاب} وجاءت الدراسة في أربعة أبواب: الباب الأول: الحث على الزواج: وأضحت للقارئ الكريم بيان فضل الزواج وفوائده، وذلك حتى لا يظن البعض أنني أدعو إلى العزوبة والرهبانية لقوله ×: «لا رهبانيّة في الإسلام» ( ). الباب الثاني: الأسباب التي دفعت هذه الكوكبة إلى العزوبة: وفي هذا الباب وضعت بعض المبررات التي قد تكون دعتهم إلى العزوبة فمن ذلك أن الزواج يدور عليه الأحكام الخمسة، فلعله كان في حقهم مباحا والمباح ما يجوز فعله وتركه ولا يأثم صاحبه، ولعلهم عملوا بالقاعدة الأصولية: {إذا تعارضت مصلحتان وازدحمتا بحيث لم يمكن الجمع بينهما وكان لا بد من ترك واحدة منهما للإتيان بالأخرى؛ فالمتعين فعل ما مصلحته أرجح وترك ما مصلحته أقل} والمبرر الآخر فخوفهم من يقيدهم الزواج عن طلب العلم ونشره ولهم في ذلك أدلة منها: عن يعلى العامري؛ أنه جاء حسن وحسين، رضي الله عنهما، يستبقان إلى رسول الله × ، فضمهما إليه ، وقال : إن الولد مبخلة مجبنة ( ) سفيان الثوري، يقول: «إذا تزوج الرجل ركب البحر، فإذا ولد له كسر به»( ) وغير ذلك من مبررات سيجدها القاري بين طيات الكتاب................. الباب الثالث: العلماء العزاب: وفي هذا الباب ذكرت من أعلام الأمة ممن آثر العزوبة على الزواج فمن أشهر هؤلاء: عبد الله بن نجيح والإمام الطبري وابن تيمية والإمام النووي، والزمخشري وشيخ الأطباء... ابن النفيس وبديع الزمان النورسي والشهيد سيد قطب .... ألخ وقد ترجمت لكل علم من هذه الأعلام وبينتُ منزلته ومكانته وهذا بحول الله وطوله الباب الرابع: النساء العازبات اللاتي آثرن العلم على الزواج: وفي هذا الباب أوقفتُ القارئ على بعض النسوة اللاتي آثرن العلم على الزواج وبينتُ فضلهم وكيف تلقى العلماء الأفذاذ العلم على أيديهن فالهمة العالية لا تفرق بين رجل وامرأة ولا بين صبي وكبير. وأسأل الله تعالى أن ينفع به شباب الأمة الإسلامية، وأن يكون لهم بمثانة السراج الذي يضيء لهم في وسط تلك الحوالك، أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وصلوات الله وسلامة على إمام السلف المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للعالمين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين ... أبو همـــــام / السيد مراد عبد العزيز سلامة غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين