كتاب فضة الدهشة للمؤلف ياسر ثابت بالشغف المدهش، نحكي ونبوح، ونتألم ونتعلم، فالعاشق يقف دومـًا على حافة الحقيقة، لكنه لا يقترفها بالضرورة. والكاتب الصادق كلما سقط له خريفٌ، اكتشفَ أنه لا مكان يتسع لقبرٍ جديد في القلب. في باب التفاصيل، سنعرف كيف تكون الحياةُ مسرحية كل الأدوار
فيها حزينة، وسندرك لماذا نجلس في عتمة الشرفة كي نحصي أخطاءنا والنجوم. هكذا يتصرّف القلب حين يحبُّ أو يحزن. وفي باب اللحن، سنطالعُ بعض شعاع قمرٍ صيفي رقيق وهو يحنو على نافذة ويتمتم على الأرض بعذوبةٍ لا تُضاهى. ساعتها نرى الطيورَ رُسلاً بأجنحةٍ من حنين. وفي باب المدن، سنزور بلادًا تحاكي الصبر، وشوارع تناجي الوقت، وأحياء نطير على بساط غمامها باتجاه المجهول الذي نشتهيه. وفي باب السياسة، سنحارب اللعنات التي جثمت فوق صدور أوطاننا، ونواجه أنفسنا بقيودٍ اختارتنا ولم نخترها، ونحتفل بالحرية التي تقف في انتظارنا مع قدوم الربيع. وفي باب اللعب، كل شيء مباح، من الكرة التي دوّختنا إلى المجازر التي روَّعتنا، كما لو أن المدرجات خُلِقتْ للهتاف والنحيب. في تلك الأبواب المختلفة، كانت الأرض برمتها تمشي على حافةٍ أرقُ من التي يقف عليها الكون. تمشي، ونمشي معها، نحن الذين لا نشفى من الأمل.