كتاب في أصول المسألة الحضارية بقلم أنور عبد الملك..كيف أصبحت الحضارة "مسألة" بعد أجيال أدركها الناس على أنها الوعاء / الإطار الأعم لتواجد و تحرك الشعوب والمجتمعات و الأمم ؟ كانت هناك لحظات ارتفع فيها مفهوم الحضارة إلى مستوى العالم . ثم أصبحت الحضارة مرادفة لدائرة الغرب منذ مطلع العصور الحديثة ، تلحق بها بقية الإنسانية المهمشة أو المغيبة بقدر ما أتاحته موازين القوى.
إلى أن أعلن عدد من مفكرى نظام الهيمنة الغربية العالمية بعد نهاية نظام القطبية الثنائية الأمريكية - السوفيتية عام 1991 وعلى رأسهم صامويل هانتينجتون بعد ما أطلقوا عليه "صراع الحضارات" . و فجاة انشقت الغيوم وتكاثرت التساؤلات : ماهى حقيقة الحضارة ، أو الحضارات المعاصرة ؟ و إن كان هناك تناقضا و مغايرة ، فكيف ارتفع الأمر إلى مستوى الصدام ؟ ثم : ما العلاقة بين البعد الحضاري و محاور الجيوسياسة والجيواستراتيجية ؟ ثم أخيرا وليس آخرا : كيف تتبدى معالم العالم الجديد متعدد الحضارات و الثقافات و الأقطاب ؟