كتاب قلوب لاتنبت الحب بقلم أحمد الغزي.. ( قلوب لا تُنبِتُ الحُب ) كتاب أدبي يمثل الإصدار الأول للكاتب / أحمد ابن عبدالله الغزي ، صدر هذا العام 2013 عن طريق دار الكفاح للنشر والتوزيع .
يقع الكتاب في 150 صفحة من الحجم المتوسط ، ويتكون الكتاب من 22 نصاً ، موزعةً بين القصة القصيرة والخاطرة القصصية ،
يغلبُ على النصوص العاطفة ، و يبرز فيها " الفقد " بقوة ، فلا يكاد يخلو نصٌ في الكتاب منه .
يشدُّ النظر في هذا الكتاب عنوانه المميز ، وقد شرحه الكاتب في عدة أسطر على الغلاف الخلفي للكتاب حيث قال :
( بئساً لمن ساقته اقدراه ونكادة دهره إلى صحرائهم ، بئساً لمن تكسرت أمواج شوقه على صخرة جمودهم وبلادة مشاعرهم .
حين تصبح عبارات الحب ولواعج الغرام التي يُنشدُها حائرةً لا تستدل هدفها ، ويغدو كالمُغني على جوقة الصُّم . والمتزين لجماعة العميان . وكمن يزرع أشواقه حَبَّاً في قلوبهم ، ويتعهدها بالرعاية . ويسقيها بماء عينيه . ثم يُفاجأُ أن جدب مشاعرهم أقوى من تصوّره . وأبعدُ من خيالاته . حين لم تُنبِتُ قلوبهم القاحلة حُبَّاً ! )
لغةُ الكتاب سهلة سلسة ، وأسلوب الكاتب جميل ومفرداته ثرية ، والنصوص جلّها تزخرُ بالعاطفة الجيّاشة ، والمشاعر الصادقة ، مما يجعلها محببةً لمن يهوى الكتابات الرومانسية .
غالبية النصوص عامرةٌ بالعاطفة تجاه المحبوب ، والتغني بهِ وبلواعج الغرام التي تتجهُ له دوناً عن غيره ، وكذا وصفٌ للقائه بعد انتظارٍ دام طويلا ، أو البوح بالشكوى من فراقه وغيابه ، أو التألمِ من صدهِ وجمود مشاعرهِ ، وأيضاً تذكر الماضي معهُ والحنين إليه والدعاء أن يعود وتعود أيامه ،
أما نص " بدأنا بالحبِ صغارا " فبدا مختلفاً قليلاً ، حيث تطرق لبدايات الحب منذ الطفولة ، وكيف كبر الأطفال وكبر الحب معهم ، ونما بنموهم ، فيقول الكاتب :
" ولدتُ في هذه الدنيا قبلكِ ، لكني ولدتُ لأجلكِ ،،
أمضيتُ أول أيامي انتظاراً لكِ ،،
كنتِ قدري الذي كُتبَ لي قبل خلقي ،،
معدودةٌ هي أيامي التي قضيتها قبل مجيئكِ ،، لكنها كانت عمراً .. بل أعماراً !
استبشرتُ قدومكِ قبل أهلكِ ،،
بل عرفتُ ساعة ولادتكِ قبل أمكِ ،، حين عمَّ قلبي الحبور ، و نزلت عليه السكينة بمقدمكِ ،،
كنتُ بلّياكِ بعضٌ يحتاج إلى كله ،، و جزءٌ يهفو إلى باقيه "
وفي نص " أفٍ وما بعدها " فيتطرق الكاتب للعقوق بطريقة مختلفة قليلا ، حيث يصورُ حواراً بين أمٍ وابنها العاق وهما في طريقهما لدار المسنين ، هذا الحوار الذي كان مسموعاً من الأبن ، وفي القلب بالنسبة للأم !
وفي " غربة " نجدُ نصاً مليئاً بالشاعرية والعذوبة ، لكنها شاعرية موجهة للنفس ، فالكاتب يناجي فيه نفسه ، ويواسيها ، ويصور حالةً شعوريةً بالغة القسوة تمرُ بنا جميعاً لكننا لا نُحسن وصفها ولا تصويرها ،،
يقول الكاتب عن كتابه :
( الحمد لله على عونهِ ، ونسألهُ توفيقه ،
نعم هو عملي الأول المنشور ، لكنه لم يكن بداياتي في الكتابة ، فأنا أكتب منذ تعلمتُ الإملاء ، وأعتدتُ أن أصور مشاعري أحرفاً تبقى حتى بعد زوال تلك المشاعر ،، وأطول الأحاسيس عمراً هي ما خطت على الورق ،،
بدأت النشر في المنتديات منذ الـ 99 ميلادية ، وحزتُ على قبولٍ لا بأس به مقارنة بتلك الأيام ،، ثم حانت ساعة النشر الورقي التي أعتقد أني تأخرت بها قليلاً ،،
الكتاب وضعتُ فيهِ كل الصدق الذي عرفت ، وجمعت فيه كل المشاعر التي أوجست ،،
وتحدثت فيه بلسان كل عاشق وعاشقة ،، وشكيتُ نيابةً عنهم من الفراق والهجر ، وصورتُ اللقاء المشوب بالفرح ، ورسمت الأشواق المسبلةَ بالدموع ، والحنين الغارق في الدمع ،، والخيال المغموس بالأماني ،،
هو فضفضةُ عاشق ، وترنم محب ، وبث مشتكي ، ودمع متألم ، وفرحةُ من وجد من الحب وجههُ الحسن ،،
لم أكتبني في هذه النصوص ، بل كتبتُ كل من ذاق الحب أو ادعاهُ أو تمناه ،،
ولعلّي أكون قد وفقتُ في هذا )