كتاب قواعد الإملاء والترقيم بقلم سامي يوسف أبو زيد..إن قواعد الإملاء تُعدُّ فرعاً من فروع اللغة العربية التي تُعلّمنا كتابة الحروف والكلمات بشكلها الصحيح، وتُمكننا من فهم المعنى الصحيح الذي يقصده الكاتب. وإذا كانت قواعد النحو وسيلة لضبط اللغة وحُسن النطق بها فإن قواعد الإملاء وسيلة لتقويم القلم وخُلوّ الكتابة من الأخطاء، ذلك أن الخطأ الإملائي يشوّهها، ويحطّ من شأن الكاتب. ونحن مدينون إلى نخبة من علماء اللغة العربية الذين وضعوا أسس هذا العلم وقواعده، حفاظاً على القرآن الكريم من التحريف والتصحيف وخشية من وقوع المسلمين في اللحن عند قراءة آياته.
ومن خلال تجربتنا في تدريس الإملاء، سواء في المدرسة أو في الجامعة، فقد وجدنا طلبة لا يجيدون هذه المهارة، وقد يتخرجون في الجامعة وهم لا يُحسنون الكتابة الصحيحة.
ولا شك في أن الإملاء مقياس دقيق لمستوى الطلبة في مختلف مراحل الدراسة، فأنت تستطيع أن تحدّد مستوى التلميذ من خلال النظر إلى كراسته التي يكتب فيها، بدءاً من المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الجامعية الأولى، ويكفي أن يقع نظرك على البحوث والرسائل التي يُعدّها الطلبة الجامعيون، لترى الأخطاء الفادحة التي يقع بعضهم فيها.
وكتابنا هذا محاولة متواضعة في تناول هذا الموضوع، وتقوم فلسفته على النَّظر إلى الرسم الإملائي بوصفه مهارة يتعلمها المتعلم، لا بد له من إتقانها، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يجب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».
ولكي يُجيد المتعلم الإملاء لا بد له من إجادة القراءة، وقد قيل قديماً: «القراءة صيد والكتابة قيد». ذلك أن الإملاء وسيلة أساسية إلى التعبير الكتابي.
إن هذا الكتاب يعرض القواعد الإملائية، التي بحثها العلماء، وتدرّجوا بها حتى انتهت إلى ما هي عليه اليوم رسماً، وبناءً، وتقعيداً، ولم يبقَ لنا إلا ما أضفناه من نزر قليل يتمثل في تيسير عرض هذه القواعد من خلال تدريبات عُرضت عرضاً جذاباً وبطرق مختلفة. غير أن كثيراً من المهتمين بالإملاء يتلقفون هذه القواعد مقتصرين على ضرب الأمثلة بكلمات مفردة مجردة، ناهيك عن قلة التدريبات عليها.