كتاب قوة الدولة والقوة الإلهية بقلم التجاني صلاح عبدالله المبارك.....هذا الكتاب: إن مطلب القوة وزيادة القوة هو من الضروريات التي تحتاجها الدول، لحماية رقعتها وحفظ حدودها أكثر من أي مطلب آخر، لان بها تقوم الدولة، ويحفظ الأمن، في هذا المعني كان "موسوليني"(رغم دمويته وفظاعته) يقول: إن إيطاليا لا تفتقد لبرامج ولكن لرجال وقوة. مع هذا فإن الدولة إذا كانت تسعى إلي زيادة قوتها، وبسط أمنها وسيطرتها، فإنه ليس معيارا ومقياسا للعدوانية، أو سوء النوايا، لأن زيادة واكتساب القوة هو حق طبيعي وبديهي، فضلا عن أهميته المتناهية لحماية الحدود والدفاع عن البيضة. إن زيادة قوة الدولة هو من العوامل الهامة، إن لم يكن أهمها على الإطلاق في نفاذ السيادة على الداخل وربما على الخارج بقدر اقل إن لم يكن مساويا له، وبالعكس فان نقصان قوة الدولة لا يؤدي إلى فقدان سيادتها على الداخل والخارج فحسب، بل هي دولة مهزومة عند أول هيعة للحرب. مع هذا فإن المفهوم يظل ناقصا مهما أوتي الفرد أو الدولة أو الإقليم من أسباب القوة، وذلك لاحتياجهم إلى مفهوم أكبر وأعظم، وهو القوة المطلقة التي لا تتأثر بالمتغيرات المادية أو الزمانية أو المكانية، ومن غير أن تكون معادلة القوة والأمن معادلة صفرية، فما تنجزه وتحققه دولة أو مجموعة دول في الأمن والاستقرار تفقده دولا أخرى. هذا المفهوم وهذه القوة العظمي المطلقة التي لا تحدها حدود أو تقيدها قيود، هي قوة الله جل وعز. إن رفض الإسلام والتوحيد، والقبول بالكفر والشرك والإلحاد، والانحراف والعدول عن دعوة الحق وتوحيد الله تعالى، وتحكيم الأهواء والشهوات والأراء، والأصنام والعصبية، وحمية الجاهلية، هي محركات ودوافع جيش الكفر الذي كان يعتزم اقتلاع دعوة الإسلام، وهي محركات ودوافع منقطعة لا تحقق نصرا أو تحرز تقدما، أمام محركات ودوافع متصلة بقوة الله والإيمان به. إن الإيمان بالله الواحد وتقواه هو أكبر محرك للبشر لتحقيق النصر، وإحراز التقدم أمام أي قوة ظلامية منقطعة. تحقيق النصر أو النصر، أو تحقيق النصر والنصر، النصر أو الحسنيين. النصر الأول أو الحسنة الأولى هي الغلبة في الميدان، النصر الثاني أو الحسنة الثانية هي الفوز بجنة الله، فإما هذا أو هذا وإما هذا وهذا.