يرى المؤلفون أن التأويلات الدوغمائيّة والراديكاليّة للإسلام قد اكتسبت شعبيّةفي العديد من المجتمعات المسلمة، وذلك من خلال شبكات الإسلاميين التي تُغطي بلدان المسلمين وتجمُّعاتهم المهاجرةإلى أميركا الشمالية وأوروبا. وبرغم أن المعتدلين أغلبيّة في العالم الإسلامي؛ إلا أنهُم لم يُطوِّروا شبكات مماثلة أو منابر لتحمل رسائلهم، وتكفُل لهم الحماية عند استهدافهم.
وبخبرتها المعتبرة في بناء ودعم وتمويل شبكات من الأفراد المؤمنين بالأفكار الحرة والديقراطية خلال الحرب الباردة، فإن الولايات المتحدة ترى من واجبها الاضطلاع بدورٍ محوريٍّ في تقديم الدعم للمسلمين "المعتدلين". ومؤلفو الكتاب يقبسون الدروس من تجربة بناء الولايات المتحدة للشبكات الحليفة إبّان الحرب الباردة، ويسعون لتقييم مدى موافقتها للوضع الحالي في العالم الإسلامي، ومن ثمّ تقييم فعالية خطط وبرامج الحكومة الأمريكية في التعامُل مع العالم الإسلامي، وتطوير "خارطة طريق" تؤدي لإنشاء شبكات اعتدال إسلامي.
وهذه الدراسة موجّهة باﻷصل لصانع القرار الأميريكي؛ لاستكمال البُعد المعرفي للسياسات الأمريكية في مواجهة التطرُّف الإسلامي. فهي تؤصِّل لواقع سياسي، ولا تستبقه بالتنظير. فيجب قراءتها في هذا السياق، والانتباه إلى أن المصطلح المستخدم ليس مُطلقًا؛ بل هو يُعبِّرُ عن رؤيةٍ مُتحيّزةٍ بطبيعتها لإمبرياليّة معرفيّة، تسعى لتشكيل اﻵخر المسلم وفقًا لتصوّراتها الخاصة، والتي تُسبغ عليها مُطلقيّةً معرفيّةً وإنسانيّةً.
كتاب بناء شبكات الاعتدال الإسلامي تأليف مجموعة مؤلفين
💖 هل يمكنك المساهمة؟ 💖
عزيزي القارئ والقارئة من فضلك لا تتجاهل هذا. 📚 موقعنا يهدف إلى توفير مكتبة إلكترونية مفتوحة للجميع، مليئة بالكتب المجانية التي يمكن تحميلها بسهولة ودون إعلانات مزعجة. نحن نعمل بجد للحفاظ على هذا النظام، ولكننا نعتمد على التبرعات الصغيرة من مستخدمينا الكرام 🙏. إذا كان بإمكانك المساهمة، حتى بمبلغ بسيط، سيساعدنا ذلك في استمرارية الموقع وإبقائه مفتوحًا للجميع.
إذا وجدت فائدة في هذا الموقع، نرجو منك دعمنا 💡❤️."