كتاب قصف العقول

تأليف : فيليب تايلور

النوعية : السياسة

كتاب قصف العقول : الدعاية للحرب منذ العالم القديم حتى العصر النووي بقلم فيليب تايلور .. عنوان هذا الكتاب "قصف العقول" شائق جدا، ولقوة معناه الأدبي في نفسي قررت قراءته. فكلمة "قصف العقول" يمكن أن يندرج تحتها مادة معرفية في كذا ميدان، واختار الكاتب أن يتحدث عن الدعاية في الحرب، وكيف لهذه الدعاية التي تقوم بها الأطراف المتحاربة أن تؤثر في مجريات الأحداث، ولماذا تهتم الدول المتحاربة، إلي جوار قصف المدافع والطائرات، بقصف عقول أعدائها، وكذلك قصف عقول مواطنيها أحيانا. قصف عقول المواطنين في الحرب يحدث لإقناعهم بتوجهات حكوماتهم ومن ثم الاتحاد خلف أهداف موحدة. أما قصف عقول العدو فإن أهدافه تتمحور حول نفس أهداف قصف المدفعية والطائرات. إن هدف قصف العقول هو تدمير قدرة العدو علي القتال بدون استخدام السلاح التقليدي. يعتمد قصف العقول بالدرجة الأولي علي سلاح الصورة والكلمة. وقد اختلفت وسائل استخدام الصورة والكلمة من عصر لعصر طبقا لمستوي التطور الحضاري والتكنولوجي. في العصور القديمة اعتمد ملوك مصر القديمة ومثلهم ملوك الحضارات القديمة علي الصور والجداريات الكبيرة والتماثيل الضخمة والمعابد الشاهقة لإبراز قدراتهم وسطوتهم وسيطرتهم علي أعدائهم لإثبات استحقاقهم ثقة شعوبهم شرعية بقائهم في السلطة. واعتمد الملوك القدماء علي تصوير معبوداتهم في حالة رضاء عنهم كما صوروا آلهتهم علي هيئات تخيف أعدائهم كنوع من الترهيب والتخويف. استمر قصف العقول بالاعتماد علي نفس الاستراتيجيات في العصور الوسطي. فاعتمد الفرسان علي تدريع أنفسهم بأنواع من الدروع التي اتخذت صبغة إعلانية دعائية في ميدان القتال تهب العدو قبل لقائه في المعركة. في عصر البارود والمطبعة بدأت الأمور تتغير، فالمطابع تدخلت في الحركة الدعائية في الحروب وصارت الأداة الكبرى في قصف عقول الجماهير وعقول العدو. في العصر الحديث أصبحت الورقة المطبوعة وسيلة أساسية لقصف عقول الجماهير بالمعلومات التي تريد السلطة من الجماهير أن تعرفها وتؤمن بها، كذلك تقوم الجيوش بقصف العدو بمنشورات مطبوعة كما تقوم بقصفه بالقنابل تماما بغرض التأثير في إرادة العدو سلبا لمنعه من القتال. كما ظهرت وسائل جديدة أصبحت أهم في القصف وهي التليفزيون والراديو. وهذه الأدوات أصبحت ذات تأثير فائق في الحروب لقدرتها الشديدة في تركيع جيوش كاملة بدون حرب بكسر إرادتها بالقصف المركز لعقول أفرادها وتأثيرها في إرادتهم وإقناعهم بعدم جدوى الاستمرار في القتال. الكتاب هام جدا، ومادته ثرية جدا، ولكنه ممل للتكرار المستمر لنفس الفكرة الثابتة فيه وهي قصف العقول عن طريق الإعلام لكسر إرادة العدو في الحرب، وهو يكرر نفس الفكرة لكن في عصور مختلفة، ولأنه من السهل اكتشاف الفكرة الرئيسية للكتاب واكتشاف تكرارها علي فترات زمنية مختلفة لذلك لم يخل الكتاب من الملل.

شارك الكتاب مع اصدقائك