كتاب كوجيتو الللغة: الأنا أفكر .. والأنا لا أوجد .. تناقش الدراسة فلسفياً مقولةَ ديكارت " أنا أفكر إذن أنا موجود " على خلفية مقولة جاك لاكان" أنا أفكر حيث لا أوجد و أُوجد حيث لا أفكر"، وهما مقولتان تستحضران جوانب الحداثة انتقالاً إلى ما بعد الحداثة بكل زخمها المختلف. وتجري المناقشة على المستوى اللغوي والمنطقي والدلالي للعبارتين. وكيف يتم تفكيك الكوجيتو لصالح التنوع والاختلاف الفكري، ذلك بحكم التحول اللغوي الذي اجتاح الفلسفة المعاصرة( التحليل اللغوي- التفكيك- التأويل- الاتجاهات البنيوية ). فالكوجيتو الديكارتي ينظر للفكر من زاوية الحضور التأملي الخالص دون آفاقٍ أخرى، والدراسة تضع الكوجيتوفي دائرة اللغة. لتوضح الجوانب الدلالية التي تظهر كما لو كانت فلسفة اللغة هي المحرك الرئيس للأنا، وبخاصة كون الأنا مبنية مثل نظام اللغة تماماً حيث وجود الاستعارات والمجازات التي تسمح بوجود الآخر. هكذا ستبدو المقولتان السابقتان - من زاوية الدراسة -عبارتين جدليتين، تخضعان لآفاق المعنى بما سيعيد طرح مشكلات فلسفة اللغة( مثل: اللغة والفكر والوجود، المعنى والمرجع، البنية المجازية للغة، نظام الخطاب، دلالة الآخر، حركة المجاز والاستعارة والتواصل)، كـأنَّ جاك لاكان يعيد قراءة مقولةَ ديكارت ويعري جذورها الميتافيزيقية بحثاً عن معانٍ أخرى. أهمية ذلك أن المقولتين تعبران عن عصرين كاملين بكل ملامحهما الفكرية. أحدهما: روح الفكر الغربي(الذاتية) الذي وسمَ العصر الحديث( عصر الكوجيتو age of cogito). وثانيهما: أفُول الذات خلال العصر المابعد الحداثي الراهن، حين شاعَ خطابُ النهايات، نهاية الإنسان، نهاية التاريخ، نهاية الحقيقة!!