كتاب كيان

كتاب كيان

تأليف : كوليت الخوري

النوعية : الفكر والثقافة العامة

حفظ تقييم

كتاب كيان بقلم كوليت الخوري نبذة النيل والفرات:"وتعالى صوتها غناءً. وتسلسلت النغمات في الجو صلوات اثيرية. وفتح أهالي القرية كوى دورهم. واشرأبّت الرقاب من الطاقات الصغيرة، وارتفعت الأهداب، ثم ترقرقت الدموع في العيون... وظلّت الفتاة تسير في الطرقات الضيقة، وتصدح بهذا الصوت الصافي الذي لا تسعه الدروب... وحملت النسمات اللحن

الجريح الى الهضبة، والى البيت الكبير المختفي بين الأشجار. لكن نافذة لم تفتح هناك. نبذة النيل والفرات:"وتعالى صوتها غناءً. وتسلسلت النغمات في الجو صلوات اثيرية. وفتح أهالي القرية كوى دورهم. واشرأبّت الرقاب من الطاقات الصغيرة، وارتفعت الأهداب، ثم ترقرقت الدموع في العيون... وظلّت الفتاة تسير في الطرقات الضيقة، وتصدح بهذا الصوت الصافي الذي لا تسعه الدروب... وحملت النسمات اللحن الجريح الى الهضبة، والى البيت الكبير المختفي بين الأشجار. لكن نافذة لم تفتح هناك. وابتلع الهواء النبرات الذهبية. كان اسمها كيان. وكان الكثيرون يظنونه مستلهماً من بلاد الصفر، ويعجبون كيف تحمل هذه الفتاة التي قطرتها شموس القرية، اسماً غريباً كهذا. لكنهم تعودوا اسمها. كما تعودوا غرابة شكلها وتصرفاتها. كما تعودوا، منذ آلاف السنين، الصمت!... منذ آلاف السنين صمت أهالي القرية. تكلموا في البدء. تكلموا جميعهم في آن واحد. تكلموا كثيراً. فما سمعهم أحد ولا سمع بعضهم بعضاً. فهرعوا الى الحقول ساخطين، يصبّون نقمتهم على العشب الأخضر. وقطفوا بقلة طرية كانت تنبت في المنطقة، وقضموها. فلذّ لهم طعمها. وتعودوا منذ ذلك اليوم أن يمضغوا البقلة فتحولت طاقات لسانهم الى التلذذ بالطعم المألوف، ونسوا النطق، وبعضهم تناساه... أما هي، فقد غنّت منذ أن فتحت عينيها للنور. أطلّت على الدنيا مريضة. كان أيّ جهد تقوم به يؤثر في قلبها، ويهدّد حياتها. وكان مضغ البقلة يسبب لها أوجاعاً، فعافت نفسها عادة مضغ العشب... وحدها بين أهالي القرية كانت مريضة. ووحدها بين أهالي القرية كانت لها أمنية غريبة: أن تنبت النغمات الصافية أشجار محبة على الكوى، وفوق الهضبة، وفي النسمات، وحنايا النفوس. وكانت تودّ أن تروي بصوتها هذه الأشجار العطشى، فقد كان حبّ القرية يجري في عروقها غناءّ."

كتاب كيان بقلم كوليت الخوري نبذة النيل والفرات:"وتعالى صوتها غناءً. وتسلسلت النغمات في الجو صلوات اثيرية. وفتح أهالي القرية كوى دورهم. واشرأبّت الرقاب من الطاقات الصغيرة، وارتفعت الأهداب، ثم ترقرقت الدموع في العيون... وظلّت الفتاة تسير في الطرقات الضيقة، وتصدح بهذا الصوت الصافي الذي لا تسعه الدروب... وحملت النسمات اللحن

الجريح الى الهضبة، والى البيت الكبير المختفي بين الأشجار. لكن نافذة لم تفتح هناك. نبذة النيل والفرات:"وتعالى صوتها غناءً. وتسلسلت النغمات في الجو صلوات اثيرية. وفتح أهالي القرية كوى دورهم. واشرأبّت الرقاب من الطاقات الصغيرة، وارتفعت الأهداب، ثم ترقرقت الدموع في العيون... وظلّت الفتاة تسير في الطرقات الضيقة، وتصدح بهذا الصوت الصافي الذي لا تسعه الدروب... وحملت النسمات اللحن الجريح الى الهضبة، والى البيت الكبير المختفي بين الأشجار. لكن نافذة لم تفتح هناك. وابتلع الهواء النبرات الذهبية. كان اسمها كيان. وكان الكثيرون يظنونه مستلهماً من بلاد الصفر، ويعجبون كيف تحمل هذه الفتاة التي قطرتها شموس القرية، اسماً غريباً كهذا. لكنهم تعودوا اسمها. كما تعودوا غرابة شكلها وتصرفاتها. كما تعودوا، منذ آلاف السنين، الصمت!... منذ آلاف السنين صمت أهالي القرية. تكلموا في البدء. تكلموا جميعهم في آن واحد. تكلموا كثيراً. فما سمعهم أحد ولا سمع بعضهم بعضاً. فهرعوا الى الحقول ساخطين، يصبّون نقمتهم على العشب الأخضر. وقطفوا بقلة طرية كانت تنبت في المنطقة، وقضموها. فلذّ لهم طعمها. وتعودوا منذ ذلك اليوم أن يمضغوا البقلة فتحولت طاقات لسانهم الى التلذذ بالطعم المألوف، ونسوا النطق، وبعضهم تناساه... أما هي، فقد غنّت منذ أن فتحت عينيها للنور. أطلّت على الدنيا مريضة. كان أيّ جهد تقوم به يؤثر في قلبها، ويهدّد حياتها. وكان مضغ البقلة يسبب لها أوجاعاً، فعافت نفسها عادة مضغ العشب... وحدها بين أهالي القرية كانت مريضة. ووحدها بين أهالي القرية كانت لها أمنية غريبة: أن تنبت النغمات الصافية أشجار محبة على الكوى، وفوق الهضبة، وفي النسمات، وحنايا النفوس. وكانت تودّ أن تروي بصوتها هذه الأشجار العطشى، فقد كان حبّ القرية يجري في عروقها غناءّ."

كوليت خوري شاعرة واديبة وروائية سورية جدها رئيس الوزراء السوري السابق فارس خوري في عهد الاستقلال . تكتب كوليت خوري بالفرنسية و الإنكليزية إلى جانب لغتها الأم العربية .وكانت تعمل محاضرة في جامعة دمشق كلية الآداب. وعملت في الصحافة السوريةوالعربية منذ ايام الدراسة وتعد واحدة من أكبر الأديبات السوريات والعربيات .حصلت الأديبة الكبيرة كوليت خوري على شهادتين في الحقوق وآداب اللغة الفرنسية من جامعة دمشق وبيروت، وهي تكتب الشعر والرواية باللغتين الفرنسية والعربية، وهي حاليا مستشارة في رئاسة الجمهورية العربية السورية لشؤون الأدب
كوليت خوري شاعرة واديبة وروائية سورية جدها رئيس الوزراء السوري السابق فارس خوري في عهد الاستقلال . تكتب كوليت خوري بالفرنسية و الإنكليزية إلى جانب لغتها الأم العربية .وكانت تعمل محاضرة في جامعة دمشق كلية الآداب. وعملت في الصحافة السوريةوالعربية منذ ايام الدراسة وتعد واحدة من أكبر الأديبات السوريات والعربيات .حصلت الأديبة الكبيرة كوليت خوري على شهادتين في الحقوق وآداب اللغة الفرنسية من جامعة دمشق وبيروت، وهي تكتب الشعر والرواية باللغتين الفرنسية والعربية، وهي حاليا مستشارة في رئاسة الجمهورية العربية السورية لشؤون الأدب