كتاب لا إكراه في الدين: تفسير الآية 256 من سورة البقرة خلال العصور بقلم سامي عوض الذيب أبو ساحلية..في هذا الكتاب يستعرض الدكتور سامي الذيب الآية 256 من سورة البقرة التي تقول:(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ…) فالمسلمون يلجؤون كثيرا جدا لهذه الآية للبرهنة على تسامح الإسلام واعترافه بحرية العقيدة. ولكن هذه الآية مخالفة لحديث نبوي يقول: من بدل دينه فاقتلوه. وقتل المرتد، أي من يترك الإسلام، تم النص عليه مثلا في القانون الجزائي العربي الموحد الذي وافق عليه بالإجماع مجلس وزراء العدل العرب وموجود على موقع الجامعة العربية. يقول هذا القانون:
المادة 162 – المرتد هو المسلم الراجع عن دين الإسلام ذكرا كان أم أنثي بقول صريح أو فعل
قاطع الدلالة أو سب لله أو رسله أو الدين الإسلامي أو حرف القرآن عن قصد.
المادة 163 – يعاقب المرتد بالإعدام إذا ثبت تعمده وأصر بعد استتابته وإمهاله ثلاثة أيام.
المادة 164 – تتحقق توبة المرتد بالعدول عما كفر به ولا تقبل توبة من تكررت ردته أكثر من مرتين.
المادة 165 – تعتبر جميع تصرفات المرتد بعد ردته باطلة بطلانا مطلقا وتؤول الأموال التي كسبها من هذه التصرفات لخزينة الدولة.
وقد خلقت حرية العقيدة مشاكل لكل الأديان. وقد تم التأكيد عليها في الفقرة الأولى من المادة الثانية، والمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
(المادة الثانية الفقرة 1 – لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي
أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر.)
(المادة 18 – لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها
سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.)
وقد لاقت عبارة “ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته” معارضة شديدة من قبل الدول الإسلامية. ويمكن اعتبارها من اهم التحديات التي يواجهها المسلمون، لأنهم يرون في هذه الحرية انتهاء الإسلام، كما أعرب عن ذلك بكل صراحة القرضاوي: “لو تركوا الردة لما كان هناك اسلام. لكان انتهى الإسلام منذ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام. فالوقوف امام الردة هو الذي أبقي الإسلام”
وليس هدف هذه الدراسة البحث حول حرية العقيدة في الدول العربية والإسلامية من جميع جوانبها، ولا المعنى الذي أعطاه الفقهاء المسلمون القدامى والمعاصرون. بل هي شبيه بما بأسلوب كتاب “الفاتحة وثقافة الكراهية”، وذلك بذكر ما جاء في كتب التفسير بخصوص الآية 256 من سورة البقرة.”