كتاب لا تنتحر داخل مكتبة بقلم ولاء عودة أبو غندر.. "انحنت لتلتقط الكتاب ووقعت عيناها على صفحة حَوَت رسمة لرموز راقصة، فعرفت أنَّه كتاب (شرلوك هولمز)، وقبل أن تصل يدها إليه توقفت؛ راعها أنَّ الرموز بدأت تتحركُ وتهتزُّ هي الأخرى، أغمضت عينيها لوهلة من رعبٍ تملَّكها، شعرت به في برودة أطرافها فجأة.
فتحت عينيها، كانت الرموز ثابتة في محلها فعلمت أنَّها واهمة بلا شك.
أغلقت الكتاب وأعادته إلى مكانه على عجل كأنَّ في داخلها شكًّا ما بأن ما رأته من هزٍّ ورقْص، اليوم، كان حقيقة؛ خشيت أن يعود فيتحرك من جديد، كما أنَّ عقلها الروائي شمَّر عن ساعديه وراح يحيك مزيدًا من الدراما والقصص، وعلى الفور بدأ يستعيد حكايات الجان والمكتبات الملعونة والمسكونة.
ولكنَّها أخرسته، وضربت المكتبة بخفة وهي ترجو سقوطها فوقها علَّها تكْفيها عناء تناول تلك الأقراص!
نعم أقراص، هذا ما اختارته ليكون سبيل عبورها إلى الجحيم، فهي تكره رؤية الدماء بعد كل شيء، والدماء هي السبب في تعاظُم هذه الرغبة داخلها حتى باتت ملحَّة ولا يمكنها إلا أن تستجيب لها."