لا يتمثل أولئك الذين ندعوهم بـ"الإرهابيين" في أنهم الآخر المطلق الذي لم يعد في وسعنا نحن الغربيين أن نفهمهم. إذ يجب ألا ننسى أنهم تعلموا وتدربوا وتسلحوا على الطريقة الغربية وبأشكال مختلفة على يد الغرب الذي اخترع كلمة "الإرهاب" وآلياته و"سياسته" وذلك على
مدار تاريخه القديم والحديث جدا. ويجب بعد ذلك تجزئة هذه "المجاميع" التي تميل إلى عزو مسؤولية هذا الإرهاب إليها، أو، على أية حال، يجب رصد التمايزات في داخلها، حيث إن الإرهاب ليس من مسؤولية كافة العرب ولا من مسؤولية الإسلام ولا من مسؤولية الشرق الأوسط العربي والإسلامي. وفي نفس الوقت تختلف كل هذه المجاميع فيما بينها، حيث تتنازعها التوترات والصراعات والتناقضات الجوهرية وهي تنساق هنا أيضا، في الحقيقة، لعملية تدمير للذات شبه انتحارية، أو بعبارة أخرى، تنساق لعملية الحصانة الذاتية.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.