صدر هذا الكتاب لمجمع الأحياء والدنيا مشغولة بحرب عالمية أخرى هي أشد هولاً وأوسع مدى وأقوى احتلافاً على المبادئ والأراء من الحرب التي نشبت قبل ثلاثين سنة . فإذا كان هناك خاطر يرد على الذهن
في تصدير هذه الطبعة خلال هذه الحرب القائمة ، فذلك الخاطر مما يزكي موضوع الرسالة ويؤدي نتيجتها ، أو يسير بنا في وجهتها وهي أن الصراع الأكبر الذي نشهده اليوم سينتهي أيضاً إلى عاقبة فيها بعض الاطمئنان أو كل الاطمئنان ، لأنها تناقض القوة العمياء : قوة الحديد والنار ، وتشايع القوة البصيرة : قوة العدل والحرية .