كتاب مدينة للعلم آل قدامة والصالحية بقلم شاكر مصطفى ....المدن في العادة كان يبنيها الملوك مقراً لهم وموقعاً سياسياً أما أن يبني شيوخ فلاحون مدينة وأن يجعلوها مدينة للعلم فهذه هي الظاهرة الحضارية الفريدة التي يتحدث عنها هذا الكتاب.الصالحية ضاحية بنتيت بجوار دمشق بناها جماعة من الشيوخ من فلاحي منطقة نابلس الهاربين من التعسف الصليبي
الذي كان يستغلهم مرغمين بفلاحة الأرض ولما كانت دمشق حين هربوا أيام نور الدين بن زنكي (أواسط القرن 6هـ/ 12 م) مكتظة بالسكان فقد اختاروا النزول بسفح قاسيون الجبل المطل على دمشق وكانوا على المذهب واجتمع إليهم شيوخه من كل مكان.لم تمض مائة سنة حتى كانت الصالحية مدينة صغيرة للعلم حافلة بالعلماء وتكاملت فيها الحياة وأخرجت في العهدين الأيوبي والمملوكي عدة مئات من شيوخ العلم وكبار العلماء بمدارسها وجوامعها.يحكي الكتاب قصة هذه المدينة التي ظلت 400 سنة منارة علم قبل أن تندمج تدريجياً وتصبح حياً من أحياء دمشق.