وعلى ذلك فإن مؤلفنا اعتبر كتابه الجديد "الموجز" ليس ملخصاً لكتاب "المعالم" وأنه ليس صورة مركزة لما فيه ، بل أنه اعتبر أن "المعالم" مركزاً تركيزاً ليس وراؤه زيادة لمستزيد في حدود الهدف الذي رسم له ، ورأى أن "الموجز" قدم تاريخاً أكثر تعميماً ، حيث أنه اتبع خطة أخرى وحرر تحريراً جديداً يتيح للقاريء أن يقرأه قراءة سريعة متتابعة ، وقدم بأبسط الطرق بياناً بالمعارف التاريخية الراهنة مجردة من التفصيلات والتعقيدات ، واستهدف منه إعطاء صورة كلية للتاريخ التي يتكون منها الهيكل العام الذي لابد منه عند دراسة حقبة معينة أو تاريخ بلد من البلدان .
كتاب معالم تاريخ الإنسانية - المجلد الأول تأليف هـ.ج. ويلز
بعد أن وضع ويلز هذا العمل الذي يضم تاريخ الإنسانية ، رأى أن يضع كتاباً يحمل عنوان "موجز تاريخ العالم" في مجلد واحد (71 فصلاً) يستعرض فيه بتركيز شديد تاريخ الإنسانية منذ نشأة الإنسان الأول على الأرض وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، أحاط فيه بأهم أحداث كوكب الأرض الذي اعتبره قطراً واحداً ، بل قرية واحدة بمفهوم سبق العولمة ، ولعله أرسى بعض من أساسها الفكري ،