كتاب معجم الأشواق للمؤلف بسام حجار حال العاشق إذا تجملها اللغة حال من يقيم على دوام الحزن والشجى. وهو إذ تستعيره (تستدر عبراته) كل علامة على غياب الحبيب أو حضوره إنما يروي قصته ويجعل من عيشه خبراً متواصلاً للألم. فالدمع، إذ يزرفه العاشق غزيراً، لا يكون إلا عوض اللفظ إذ أعباه اللفظ. وقد تكون الصلة، لغة، بين الدمع
والعبرة هي التي تجعل من البكاء خبراً ووصفاً. فالعاشق في بكائه يقول على الدوام: هذا ما أناله منك وهذه حالي... ويبكي العاشق، وهو الولهان والمشفوف والمولع والمغرم والهيمان، ليسقي هيامه (أشد العطش) من العبرات التي تعبّر عن حالة وتروي. فبكاء العاشق حكاية أو هو رغبة في أن يكون الشغف عبرة واعتباراً يقيه الاطراح والترك. وفي رواية أن الرقراق الذي يجتمع على غشاء العين هو صورة الغائب الذي يصبح حضوره سائلاً وألفه جرياناً ووصله نأياً وانسياباً. وإذ يقطر الرقراق من العين دمعاً يتلاشى الغائب في تقطر صورته السائلة.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.